قال "جين شينغ"، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة  SoYoung، وهي منصة للعلاج التجميلي عبر الانترنت، إن "استهلاك العلاجات التجميلية غير الجراحية، التي تتميز بمستوى عالٍ من السلامة ووقت تعاف قصير ومخاطر منخفضة وأسعار معقولة، استمر في الارتفاع على الرغم من تأثير كوفيد-19 المستمر".

وأضاف جين أن القطاع سيستمر في الهيمنة على سوق الطب التجميلي هذا العام، حيث تعد إدارة الجلد ومكافحة الشيخوخة أكبر قطاعين من حيث الطلب.
وبحسب أحدث بيانات شركة SoYoung، من المتوقع أن يصل حجم سوق قطاع الطب التجميلي غير الجراحي في الصين بحلول عام 2030 إلى 415.7 مليار يوان (57.4 مليار دولار)، أي ما يقرب من ضعف حجم سوق الطب التجميلي الجراحي.

وعلى وجه التحديد، فإن الإجراءات القابلة للحقن مثل منتجات توكسين البوتولينوم – التي يشار إليها أحياناً باسم البوتوكس من قبل المرضى – وحشو حمض الهيالورونيك، والترددات الراديوية والعلاج بالضوء مثل Thermage وUltherapy، وتقنيات الضوء النبضي المكثف (IPL) تكتسب زخماً في مجال العلاج غير الجراحي، وفقًا لتقرير ضصادر عن SoYoung.
على سبيل المثال، يمكن للعلاج بالترددات الراديوية والضوء اختراق طبقات أعمق من أنسجة الجلد للمساعدة في رفع وتنعيم وتجديد البشرة دون جراحة أو فترة نقاهة طويلة، مما يؤدي إلى تحسينات جمالية كبيرة، كما قال وانج تشونججي، مدير سلسلة عيادات BeauCare Clinics وT.Mei BeauCare Clinic ومقرها بكين.

وقال أحد المستهلكين في بكين واسمه تشين، والذي خضع مؤخراً لعلاج IPL: "لقد قدمت لي الأساليب غير الجراحية بدائل تتمتع بمرونة أكبر، وأقل صدمة، ووقت تعاف أقصر ومخاطر أقل مقارنة بالإجراءات الجراحية التقليدية".
"لقد كنت أخشى العمليات الجراحية وما زلت أختار بالتأكيد الإجراءات غير الجراحية لتحسين المظهر التجميلي في المستقبل، إذا لزم الأمر، لأنني أعتقد أنها أكثر أماناً"، كما قال تشين.
وبفضل المزايا المذكورة أعلاه، يكتسب القطاع غير الجراحي اليد العليا في سوق الطب التجميلي بشكل عام.

وعلى مستوى العالم، شكلت الإجراءات الجراحية ما نسبته 44.3% من الإجمالي في عام 2022، في حين شكلت الإجراءات غير الجراحية 55.7%، وفقاً لتقرير صادر عن الجمعية الدولية لجراحة التجميل صدر في أيلول من العام الماضي.

ومع ازدهار اقتصاد المنصات في السوق الصينية، يبدو أن الطلبات عبر الانترنت للإجراءات التجميلية تهيمن عليها أيضاً الطلبات غير الجراحية. ووفقاً لتقرير صادر عن معهد أبحاث الصناعة تشيانزان في تشرين الثاني 2023، شكلت الطلبات غير الجراحية 84% من إجمالي الطلبات عبر الانترنت في عام 2022، ارتفاعاً من 62% في عام 2017.
ومع ذلك، في حين أدت الاتجاهات الناشئة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والبث المباشر إلى كسر حواجز المعلومات، وتشكيل ارتباط وثيق بين اقتصاد المنصة ونمو العلاج التجميلي، هناك أيضاً مخاوف متزايدة بشأن اعتماد الصناعة المفرط على التسويق الرقمي لاكتساب العملاء.
“تستغل بعض مؤسسات الطب التجميلي البث المباشر للترويج لخدماتها بأسعار جذابة.
ويبدو هذا غير معقول بالنسبة لي لأن المستهلكين، الذين يفتقرون إلى المعرفة المهنية اللازمة، قد يقدمون الطلبات قبل استشارة الطبيب، وهو ما قد يكون محفوفاً بالمخاطر حتى لو فعلوا ذلك لعلاج غير جراحي"، حسبما قال تشين، مستهلك الإجراءات التجميلية.
وفي سعيها لتحقيق النمو، تركز بعض كيانات السوق بشكل أكبر على الترويج للعلامة التجارية والمبيعات، حيث يقوم الأطباء “بتسليم منتجات حمض الهيالورونيك فقط" ولديهم مشاركة أقل في عملية التشخيص والعلاج بأكملها، وهو ما لا يساعد على التنمية الصحية طويلة الأجل لقطاع مستحضرات التجميل غير الجراحية، وفقاً لما قاله لي بين، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة BeauCare Clinics Medical Investment Group Co Ltd.
وقال لي "خاصة في قطاع حقن مستحضرات التجميل، مع الثراء المتزايد للمنتجات الأولية، قد يتباطأ ظهور المواد والتقنيات الجديدة، مما يؤدي إلى التركيز بشكل أكبر على الاستخدام الشامل للمواد الموجودة.
"إن هذا التغيير المهم في السوق سوف يختبر بشكل أكبر مهارات الأطباء وخبرتهم في تقديم علاجات آمنة وفعالة، وسوف يتم تعزيز أهمية الأطباء في سلسلة الصناعة بأكملها."
مع سعي صناعة التجميل الطبي إلى تحقيق تنمية عالية الجودة، تعمل الصين على تكثيف الجهود لتعزيز الرقابة والتنظيمات ذات الصلة. في أيار 2023، أصدرت إدارة الدولة لتنظيم السوق و10 إدارات أخرى إرشادات مشتركة بشأن تعزيز الرقابة على صناعة التجميل الطبي.

حددت الوثيقة بوضوح خدمات التجميل الطبي كنوع من الأنشطة الطبية، وشددت على معايير أعلى مستوى لتنظيم الصناعة.
وقال جينج شوان، نائب الأمين العام للجمعية الصينية للبلاستيك والجماليات: "من المتوقع أن تشهد الصناعة في المستقبل ظهور مؤسسات طبية جمالية أكثر توحيداً، مع التركيز على البراعة الطبية المهنية والمتقدمة لتقديم خدمات عالية الجودة ودفع النمو المستدام".

المصدر: تشاينا ديلي