وقام الباحثون بتحليل بيانات 170 دراسة نُشرت بين عامي 2019 و2020، وشملت 4670 شخصاً في 29 دولة، لتحديد كيفية إدراك الناس للجهد الذهني بشكل عام.
وشملت الدراسات أشخاصا من جميع مناحي الحياة، مثل موظفي الخدمة الصحية والعسكريين وطلاب الجامعات والرياضيين.
وتم تكليفهم بمهام مختلفة، مثل تعلم التكنولوجيا الجديدة أو ممارسة الغولف أو ممارسة الألعاب.
ووجد الباحثون أن المشاركين أفادوا باستمرار بمشاعر غير سارة بشكل متزايد، مثل التوتر والانزعاج والتهيج عندما بذلوا جهداً ذهنياً أكبر.
وبشكل عام، وجد الباحثون أنه كلما زاد الجهد الذهني، زاد الانزعاج الذي يعاني منه الناس.
وأفادت النتائج أن التفكير يمكن أن يكون مؤلما، لكنه ليس ألما حقيقيا بالطبع مثل وجود ألم في الرقبة، لكن الجهد العقلي الذي يتطلبه التفكير الجاد يرتبط حقاً بأحاسيس غير سارة، ويمكن أن يكون مزعجاً للغاية لدرجة أن بعض الناس يختارون الألم الجسدي بدلاً من ذلك، وأن الجهد العقلي مرتبط بشكل وثيق بالشعور السلبي.
لقد وجد الباحثون هذا الارتباط في جميع أنواع المهام وجميع أنواع السكان، بما في ذلك المهنيين ذوي الخبرة والأشخاص المتعلمين في الجامعات.
وأن الناس قد يتحملون الجهد العقلي لتعلم هواية صعبة أو وظيفة يستمتعون بها بشكل عام، لكن هذا لا يعني أن التفكير الجاد يجعلهم سعداء.
وظهر اختلاف ثقافي مثير للاهتمام في النتائج، ففي حين أشار الناس في جميع المناطق على نطاق واسع إلى أن التفكير الجاد ليس ممتعاً، إلا أن هذا كان أقل وضوحاً في الدراسات التي أجريت في آسيا مقارنة بأوروبا أو أمريكا الشمالية.
وقد افترض الفريق أن هذا يرجع إلى بيئة تعليمية مختلفة.. فالأطفال في آسيا يقضون عادة وقتاً أطول في الواجبات المدرسية مقارنة بنظرائهم في أوروبا أو أمريكا الشمالية، وبالتالي قد يطورون قدرة أكبر على الصمود في مواجهة المجهود الذهني في وقت مبكر من حياتهم.
المصدر: ذي صن