الانكسارات كمحفز للإبداع.. كيف عايش الأدباء والشعراء هموم القضية الفلسطينية في أعمالهم؟

الأحد 1 سبتمبر 2024 - 13:49 بتوقيت غرينتش
الانكسارات كمحفز للإبداع.. كيف عايش الأدباء والشعراء هموم القضية الفلسطينية في أعمالهم؟

لطالما كانت مشاهد الدماء والقتل والتهجير القسري المطلق الأول لعنان مخيلة الأديب والمثقف وحتى الشخص العادي، مشكلةً رغبة جامحة لديه لتغيير الواقع بكلمة أو الحديث عنه وتوثيقه، حاملين عبرها قضية وطنية استحوذت على تفكيرهم.

كما ارتبط الشعر والعديد كغيره من الجوانب الثقافية والفن بالمقاومة والقضايا العربية بعد انتصاف القرن الماضي، لتشكيل الأدباء لسان حال الأمة، وعليه، اتخذوا من أدب المقاومة البذرة الأولى والرئيسية لإنتاجاتهم، فبرز الروائي الأديب غسان كنفاني والشاعر محمود درويش والشاعر سميح القاسم وغيرهم الكثير.

"طوفان الأقصى"

ما إن أعلنت الشرارة الأولى له، حتى اتجه الفنانون التشكيليون لإقامة المعارض التي حملت عناوين الطوفان والمقاومة وفلسطين والقضية، في  ردٍ منهم على العدوان الغاشم الذي تقوم به يد الاحتلال "الإسرائيلي" ليلاً ونهاراً، فأقيمت المعارض وعرضت اللوحات التي جسدت الهم الفلسطيني الذي يعيشه الفلسطينيون منذ أكثر من سبعة عقود.

فيما سارع اتحاد الكتاب العرب في سورية إلى إصدار بيانه الذي دعا فيه كل الكتاب والأدباء والمثقفين إلى توثيق هذه المعركة الفاصلة وغيرها من المعارك.

هذه الدعوة يؤكدها من جديد رئيس اتحاد الكتاب العرب د. محمد الحوراني بتشخيصه أهمية ودور التعامل مع المعركة وما تلاها في تثبيت السردية الحقيقية، إلى جانب كشف حقيقة المجازر الصهيونية بحق أبناء فلسطين وغيرهم من المقاومين الرافضين لما يقوم به المحتل، مع الإشارة منه إلى قيام اتحاد الكتاب العرب منذ اللحظة الأولى بواجبه تجاه هذا الأمر، وبمختلف الاتجاهات، عبر (مسابقات لمختلف الشرائح العمرية، أفلام.. صراخ أطفال غزة، غزة.. لتكن حكاية، إضافة إلى مسابقة الأفلام القصيرة للشباب والمكرسة لرؤية الشباب لتعميق التمسك بالأرض وتعزيز ثقافة الانتماء)، بالإضافة إلى برنامج متكامل من كتب ودراسات في مختلف الأجناس الأدبية، ومعرض فني وغير ذلك مما يتم العمل به في الاتحاد بالتعاون مع بعض الشركاء وسيتم الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة.

ثورة المعلومات والتكنولوجيا

إلا أن البعض لا يزال يتحدث بلغة الجاهل عن الأدب المقاوم عبر وصفه بالمتخلف الذي تجاوزه التاريخ وفنيات الإبداع والأدب، أمام ثورة المعلومات والتكنولوجيا وعصر (الميديا)، إلى جانب إغفال أن الأدب المقاوم بأجناسه كافة هو الأقدر على توريث الحق والحقيقة للأطفال والناشئة، والأقدر على حفظ الحق المغتصب والأرض المحتلة للأبناء والأحفاد وتقديم ما حصل ويحصل بحق أصحاب الأرض، إلى جانب فضح جرائم المحتل ومجازره وحروب الإبادة التي تمارس بحق أصحاب الأرض.

إلا أن ما بعد معركة "طوفان الأقصى" لن يكون كما قبله أدبياً وإبداعياً برأي الحوراني، هذه المعركة التي كسرت الكثير من المسلمات، وحطمت الأوهام المتعلقة بالقوة والتفرد الصهيوني وعدم قدرة أيّ كان على مقاومته والتغلب عليه، وأثبتت أهمية وجدوى الدور الذي يمكن أن نقوم به داخل الدول الغربية وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لجهة تغيير القناعات الزائفة المتعلقة بأحقية الصهاينة بأرض فلسطين، اليوم المسؤولية كبيرة ويجب علينا أن نقوم بدور يكون بحجم البطولات التي يقدمها أطفال ونساء وشباب فلسطين في واحدة من أشرس الحروب وأكثرها همجية بحق أهلنا في فلسطين، وغيرها من الدول التي تتعرض للاعتداءات الصهيونية، وما يقوم به المقاومون من بطولات خارقة في دفاعهم عن الأرض وتصديهم لحرب الإبادة الصهيونية.

المصدر: الوطن

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019