ما زالت فصول مسرحية فردة حلم، تترجم حالةً من الخذلان لشرائح من العالم الواقعي، ممرض أراد أن يلحق طبيبه ليعطيه حقيبته و ليصف مجموعة من الأدوية التقليدية بصورة كاريكاتورية جميلة، لتأتي فتاة تلعب على أحلام ماسح الأحذية الذي يحلق في فضاء الأمل ليصحو على خذلان الكاميرا الخفية.
هي مجموعة من لوحات كاريكاتور بتجربة فريدة، بمدة لا تتجاوز الـ 45 دقيقة لمشاهد مسرحية، تحمل غصة وألماً وأملاً وبسمة حزينة على شفاه المخذولين، كما أنها رؤية تعكس واقع المهمّشين وكوابيسهم المتلاحقة حسب رواية مؤلف وكاتب المسرحية رائد خليل، بواسطة ماسح أحذية، حاول النوم على أمل ألا يحلم بالكابوس القديم المتجدد، الذي فقد ملامح أحبته فيه، وبات وحيداً على إشارة ضوئية يصحو مع صافرة شرطي المرور كل يوم.
يرسم خليل صورة شاب يحلم بالأفضل في بلده، ليصحو على استغلال من قبل أبسط البسطاء، عاجزاً عن إخفاء دمعة القهر، مشيراً بذلك إلى واقع يعيشه جيل بأكمله، يرى في حقيبة السفر والموبايل الحديث وخرائط "جوجل" أملاً مُتجدداً.
أما لوحة المثقف، فهي ترجمة واقعية لادعاءات الحداثة والعولمة، والمتلبسين مظاهر الثقافة التقليدية، ممن لجؤوا لتلميع صورة مُبتذلة لم تعد قابلة للتصديق من أبسط الناس، وسط رؤية باتت محدودة، وتلخصت الألوان كلها بالأسود والبني وتلخص الطب بالأعشاب والتحاميل المنعشة بنكهة الليمون والشطّة.
لتبدو المأساة الحقيقية لماسح الأحذية على يد "بلوغر" تلعب على "التريند" وتحمل أحلامه إلى بطولة "هوليوودية" ليصحو بعدها على "ستوب كادر" في الكاميرا الخفية.
فردة حلم، ليس لوحة تقليدية، بل صحوة للعقل، الذي اختُزِل بعرض مميز (الفردة بـ 1000 والثلاث بـ3000)، وهو العرض الأكبر في المسرحية بكل دلالات المعنى..
المصدر: صحيفة تشرين