كل ذلك ضمن مبادرة تحمل عنوان "لأجل دمشق نتحاور"، التي انطلقت أولى جلساتها التشاورية في نادي المحافظة بحي كفرسوسة، بحضور محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي.
بدءاً من أزمة المواصلات والكهرباء والاتصالات وإنارة الشوارع وليس انتهاءً بمعالجة الصرف الصحي، تركزت مطالب ممثلي أحياء الميدان والمجتهد والقنوات والشاغور وكفرسوسة، ضمن مناقشاتهم الهادفة إلى إيصال أصوات المواطنين وطلباتهم ومقترحاتهم وإشراكهم في صنع القرار.
"تحضير (برومو) تفصيلي عن مشروع "نفق المجتهد باب مصلى" المُدرج ضمن خطة المحافظة وعرضه للتصويت الالكتروني في الجلسة القادمة"، هو ما طالب به المتحاورون، مع الإشارة إلى تأييد التصويت المبدئي خلال الجلسة الحوارية تنفيذ النفق، ليس لأهميته فقط بل لكونه يعيد تأهيل البنى التحتية كافة في المناطق المحيطة به، الذي بدوره يُعالج جميع المشكلات التي تحدث عنها المجتمع المحلي .
مشاريع حيوية
عبر أسئلة تفاعلية أو من خلال استخدام أدوات حوار تفاعلية، وباستخدام تقنيات إلكترونية سيتم عرض المشروعات والتصويت عليها، بهدف إشراك المجتمع المحلي وأخذ أصواته.
هذه الأدوات تخدم الغاية الأساسية للحوار والمبادرة برأي محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي، مؤكداً ضرورة تنفيذ رؤية المجتمع الأهلي، عدا عن انبثاق جلسات الحوار من توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد، عبر تأكيده دوماً بأن المواطن هو بوصلة عمل الحكومة، لذا من الضرورة معرفة أولويات المجتمع الأهلي بالمشروعات التي نعمل عليها، على اعتبار أن المجالس المحلية هي صلة الوصل بين المواطنين والحكومة.
ومن ضمن المشاريع الهامة، تطرق كريشاتي للعديد من المشروعات المدرجة ضمن خطة المحافظة لتنفيذها، أهمها مشروع نفق المجتهد – باب مصلى وتحديث البنية التحتية من مياه واتصالات وكهرباء وصرف صحي في المنطقة وإعادة تأهيل جسر السيد الرئيس، إضافة إلى نقل سوق الهال خارج دمشق، وإحياء نهر بردى، وقنوات لدرء السيول، وعقدة ساحة ذي قار ومدخل دمشق الشمالي والجنوبي، بهدف التعرف على آراء المواطنين حول هذه المشروعات ومقترحاتهم للمساهمة الفاعلة في تنفيذ المشروعات ذات الأولوية لمنطقتهم وللمحافظة.
وفي سياق رده على أغلبية المداخلات التي اتفقت على ضرورة تنفيذ مشروع عقدة "المجتهد- باب مصلى"، أكد كريشاتي إصرار المحافظة وعزمها على تأهيل البنى التحتية في المنطقة، عارضاً الصعوبات التي واجهت هذه الخطوة.
عائق التمويل
تكلفة إعادة تأهيل البنى التحتية تتجاوز 100 مليار ليرة وفق تصريح كريشاتي، تتنوع ما بين صرف صحي وكهرباء واتصالات وخطوط إشارة، ناهيك عن تكلفة النفق، مبيناً أنه عند إعداد الدراسة فوجئت المحافظة بأن البنى التحتية متهالكة بشكل كامل وبحاجة إلى إعادة تأهيل.
وفي مقارنة منه بين مشروع المواساة والمجتهد، قال كريشاتي: إن طول نفق المواساة 525 متراً مربعاً، وساحته التنموية تجاوزت الـكيلو مترين، في حين أن طول نفق المجتهد باب مصلى 1850 متراً تقريباً، بمسافة تنموية تتجاوز 3.5 كيلو مترات، ما يتطلب إدارة أملاك واستثمارات المحافظة بالشكل الأمثل من أجل توفير الإيرادات.
حل الأزمات
في حال تنفيذه، سيسهم المشروع في التخفيف من الازدحام المروري وهدر الوقود بالنسبة للسيارات، ومعالجة كل المشكلات الخدمية في المنطقة على صعيد تأهيل البنى التحتية وجميع الخدمات من إنارة ومعالجة الازدحام والطرقات والاتصالات والكهرباء والصرف صحي.
وفي حال تم البدء بالتنفيذ من المقرر أن ينتهي في فترة بين سنة ونصف السنة والسنتين كأقصى حد، ليوضح كريشاتي مجدداً، أنه لن يتم إغلاق أي طريق لا بعد افتتاح طريق بديل ودائما هناك حلول مرورية قبل إغلاق أي جزء من الطريق.
مضيفاً: إن تنفيذ المشروعات الإستراتيجية هو من التمويل الذاتي للمحافظة من خلال إدارة أموال المحافظة واستثماراتها وتوظيفها بالمشروعات التنموية.
الطاقة البديلة
تمثل أولوية لدى محافظة دمشق، لكون التقنين هو الذي يحرم الشوارع من الإنارة في كثير من الأوقات، فيما تبدو مشروعات الطاقة البديلة برأي كريشاتي بالتشاركية مع المجتمع الأهلي، عبر إنارة العديد من الطرقات بها، ولكن إنارة 117 ألف عمود كهرباء بالطاقة البديلة بحاجة إلى آلاف المليارات، أي إن إنارة الشوارع أولوية ولكن الأرقام الكبيرة لا يستهان به.
متوقعاً الانتهاء من مشروع تأهيل فواصل التمدد لطريق المتحلق الجنوبي نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر القادم بطول 1100 متر.
وعن مسألة تخفيف الازدحامات ضمن المدينة، أكد كريشاتي أنه خلال شهرين سيتم نقل كراج السيدة زينب إلى كراج 30 بعد تحويله إلى كراج تبادلي لتخديم المنطقة الجنوبية والأردن والسعودية والخليج، مع وجود دراسة لنقل سوق الهال في الزبلطاني خارج مدينة دمشق لتخفيف الازدحام المروري في المنطقة، لافتاً إلى أن المحافظة دعمت مشروعات السكن البديل بـ70 مليار ليرة منذ بداية العام حتى تاريخه، علماً أن التخصيص ودفع المستحقات هو من يسرع المشروع.
نهاية السكن العشوائي
19 منطقة سكن عشوائي في دمشق، سيتم تنظيمها، وذلك بعد صدور عدة مراسيم بالإعلان عن مخططات تنظيمية جديدة للمحافظة وهي "ماروتا سيتي- باسيليا سيتي- القابون الصناعي، القابون السكني"، هو ما أشار إليه كريشاتي، بعد الاجتماع مع المعنيين في محافظة الريف، من أجل ترسيم الحدود الإدارية بين المحافظتين، لحين التوصل إلى نتائج إيجابية وقرار بأن يكون المتحلق الجنوبي هو الفاصل أو الحدود الإدارية.
وتابع: بموجب ذلك، أصبحت زملكا على يمين المتحلق وجوبر على يساره، ما يساعد على إصدار المخطط التنظيمي لحي جوبر بأسرع بوقت، وبالتالي هناك 5 مناطق تنظيمية تهدف إلى التوسع الأفقي والشاقولي لدمشق. وأضاف: أصبحت دراسة إحياء نهر بردى جاهزة وتم البدء بمراحلها الأولى على صعيد مشروع رفع المصبات وخطوط الصرف الصحي عن النهر، مشيراً إلى ضرورة وجود مستودعات تخزين للمياه خلال الشتاء والصيف ومحطات معالجة، علماً أن المشروع ليس حلماً بل أمل، وهو من المشروعات الأساسية.
مستقبل المحافظة
ضمن مبادرة هي الأولى من نوعها في سورية، وفي إطار اللامركزية الإدارية، وانطلاقاً من مبدأ كل مواطن مسؤول، دعت الأهالي في مختلف أحياء دمشق لحوار حول مستقبل العاصمة السورية.
وفي بيان لها، أكدت محافظة دمشق أنها بصدد إقامة جلسات حوارية تشاركية، تهدف للتعرف على آراء ومقترحات أهالي المدينة حول المشروعات والخدمات اللازمة لتنمية الأحياء وتطويرها.
وذكر البيان أيضاً، أن المحافظة تعمل على جعل هذه الجلسات فرصة قيّمة للجميع، بهدف المساهمة الفاعلة في رسم مستقبلنا، لإيمانها المُطلق بأهمية آراء ومقترحات المجتمع المحلي، كونها المفتاح لتحقيق تنمية مستدامة تلبي احتياجات جميع أفراد مجتمعنا وأجيالنا القادمة.
داعيةً بالوقت ذاته للمشاركة في هذه الجلسات الحوارية بروح عالية من المسؤولية والالتزام وصولاً إلى رؤى تنموية صحيحة خدمة للمصلحة العامة.
المصدر: الوطن