واليوم كما غاب عنه الإعلام، يغيب عنا الشاعر الفلسطيني محمود حامد، بعد أن عاش حياته المهنية في الإدارة والتربية، واستقرّ في دمشق بهدوء.
قامة شعرية، إلا أن ظلّها لم يمتدّ كما تستحق، مضامينه رقيقة وقوية وحنونة وحاسمة وواضحة ومباشرة، هادئة وصادمة ومبدعة بالاستعارات والمجازات، وتسكنه فلسطين أينما حلّ ورحل.
كتب للعودة والهوية والقدس واللاجئين والمخيم وأزقته، وعن الثورة حتى النصر وعن المقاومة حتى التحرير.
في دمشق، انخرط في النشاط الثقافي، فثبّت عضويته في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بدمشق، واتحاد الكتاب العرب بدمشق، وتسلم مهمة أمين سر جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب في دمشق.
كتب المقالة والأبحاث والشعر، وحصل على الجائزة الأولى في مهرجان الشعر الثالث في دمشق عام 1965، وفي مهرجان عنّابة في الجزائر عام 1968. جائزة القدس في بيروت 2010.
التقى في السبعينيات بأم كلثوم، واتفقا أن تغني له قصيدة أسمعها إياها، ولكن لم تتسع الأيام لها، ليبقى ديوانه المعنون بـ "عابرون في الدمعة الأخيرة"، المُتضمن 467 صفحة ومواضيع وطنية جاءت عبر الحب والإنسان والنقاء والوفاء، المنظومة الشعرية الحقيقية المتفردة له، بعد أن هجرت الأصوات الشعرية كثيراً من مقوماتها.
استطاعت قصائده ضمن الديوان المذكور، أن تأخذ مداها وتدافع عن كينونتها كما تظهر العاطفة في كل مفاصل الشعر وبكل مكوناته، حيث أنه يعبر في إحدى قصائد الديوان عن ألم ممزوج بأحلام رجل لا يمكن أن يتخلى عن وطنه، ولا أن يتراجع عن نضاله فيه.
ويخص الشاعر الراحل القدس بأكثر ما لديه ألقاً وشعوراً، معتبراً أنه من الصعب مقارنة جمالها أو سموها .
كما يصمم الشاعر الراحل حامد على النضال في كل لفتة شعر يبوح بها جرحه إلى ذلك العالم الذي قد لا يفهم كيف يحب الشعراء أوطانهم، فيحاول أن ينتقي أجمل ما حوله، ليعبر في بنائه الشعري عن مكنونات شعب يحمل وطنه فيه، فيما نعت شجرة الزيتون ضمن أغانيه بالجرح الفلسطيني.