وبقي إنشاء مثل هذا النظام الضخم في الفضاء الخارجي مقتصرًا على أفلام الخيال العلمي لأسباب عديدة، إلى أن قرر باحثون من جامعة كولورادو الأمريكية إنتاج تأثير الجاذبية بجهاز صغير الحجم يُوضَع في حجرة ويدور بالشخص ليعطي تأثير جاذبية شبيهة بالجاذبية الأرضية.
وقد يقدم الجهاز الجديد فوائد كبيرة لرواد الفضاء، نظرًا لمعاناتهم من آثار غير مفهومة تمامًا للجاذبية الصغرى التي يمكثون تحت تأثيرها لعدة شهور في كل رحلة. وقالت كاثرين بريتل، طالبة الدراسات العليا المُشارِكة في المشروع، إن «الهدف من مشروعنا محاولة إقناع الناس أن الجاذبية الاصطناعية ليست فكرة مجنونة، وقد يكون لها مكان خارج الخيال العلمي.»
ويبقى الغثيان الناجم عن الحركة أمرًا مهمًا سواءً على الأرض أو في الفضاء، وهو من أسباب إعراض العلماء عن الفكرة في الماضي. وقرر الفريق اختبار الأمر من خلال دعوة متطوعين لتجربة الجهاز الجديد في 10 جلسات يمتد كل منها حتى يشرف المشارك على الإقياء. وجاءت النتائج مُبَشِّرة، بمعدل 17 دورة في الدقيقة، مع تحسن التأثير مع مرور الوقت.
وقال تورن كلارك، مهندس الطيران والفضاء الجوي وقائد الفريق، بإمكان «أي شخص التكيف مع هذه التجربة.»
وأوضح بحثٌ أن أدمغة رواد الفضاء تتعرض لتغييرات دائمة بعد قضاءهم فترات طويلة في الفضاء. وأن السائل النخاعي، الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي، يتصرف بصورة مختلفة في حالة انعدام الجاذبية، إذ يتجمع حول الدماغ ويضغط عليه.
واستعادت أدمغة رواد الفضاء الروس، التي درسها الباحثون في التجربة، عافيتها بعد العودة إلى الأرض. لكن بعض التغيرات ظلت موجودة بعد مرور سبعة أشهر. فان الباحثين يعتقدون أن ارتفاع الضغط داخل جماجم رواد الفضاء أدخل كميات مياه أكبر إلى خلايا أدمغتهم ما أدى إلى تدهورها.
ولا يعرف العلماء حتى الآن تأثير هذا الانكماش في الدماغ على الوظائف العصبية أو الإدراكية، وقد يكون تأثير مؤقت للجاذبية الصغرى. وإن أضفنا ذلك إلى مخاطر الفضاء الأخرى مثل الإشعاعات القاتلة واضطرابات الإبصار، سنكتشف أن علينا إجراء مزيد من الأبحاث الطبية قبل التخطيط لاستكشاف الكواكب.