ويعتقد الفريق أنّ الجهاز، قد يكون مفيداً بشكل خاص في البلدان النامية، التي تشهد معدلات وفيات أعلى بسبب السرطان جزئياً بسبب الحواجز التي تحول دون التشخيص الطبي، وهذا يجعله مثالياً للبيئات ذات الموارد المحدودة، ما يحسن التشخيص المبكر ويؤدي إلى نتائج أفضل للسرطان.
ويعتمد الجهاز على تقنية "الميكروفلويديات" والتي تركز على دراسة وتحليل السوائل عند مقاييس دقيقة جداً، عادة في نطاق الميكرومتر، ما يعني أنه قادر على أداء وظائف متعددة باستخدام كميات صغيرة جداً من السوائل.
وبشكل أشبه باختبار الحمل، يستخدم الجهاز هيكلًا مبتكراً يُعرف باسم "ورقة في بركة بوليمر"، حيث يتم إدخال عينات دم المريض في آبار صغيرة على نوع خاص من الورق يلتقط المؤشرات الحيوية لبروتين السرطان في غضون دقائق، ويتغير لون الورق وفقاً لشدة اللون، ما يدل على نوع السرطان ومدى تقدمه.
وقال فريق البحث: حتى الآن، تم التركيز على سرطان البروستات وسرطان القولون والمستقيم، و إنّ هذه الطريقة يمكن تطبيقها على مجموعة واسعة من أنواع السرطان. وأضاف الفريق: إنّ الجهاز يمكنه تحليل عينة في غضون ساعة واحدة، مقارنة بـ 16 ساعة باستخدام بعض الطرق التقليدية.
وأظهرت نتائج الدراسة، أنّ الجهاز يتمتع بحساسية أعلى بنحو 10 مرات من الطرق التقليدية، حتى دون الحاجة إلى أدوات متخصصة، وهذا يعني أنه قادر على اكتشاف المؤشرات الحيوية للسرطان بكميات أصغر، والتي تتواجد عادة في مراحل السرطان المبكرة.
من جانبه، قال الأستاذ شيو جون جيمس لي، الذي يعمل في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية بالجامعة: جهازنا الجديد يتميز بتكلفته المنخفضة، التي لا تتجاوز بضعة دولارات، وحساسيته العالية، ما يجعل التشخيص الدقيق متاحاً للجميع، بغض النظر عن وضعهم المالي، مضيفاً: إنه جهاز محمول وسريع، ويعفي من الحاجة إلى أدوات متخصصة.
وأضاف لي: إذا تمكنا من اكتشاف المؤشرات الحيوية مبكراً، قبل انتشار السرطان، فإننا نزيد من فرص بقاء المرضى على قيد الحياة. وأي تأخير في الاختبار، ولاسيما في المناطق التي تفتقر إلى الأدوات المتقدمة، يمكن أن يؤثر سلباً على توقعات المرضى.
وأشار لي إلى أن الطريقة التقليدية الأكثر استخداما للكشف عن العلامات الحيوية للسرطان، المعروفة باسم ELISA، تتطلب أجهزة مكلفة، وقد تستغرق ما يصل إلى 12 ساعة أو أكثر لمعالجة العينة، وتزداد هذه الفترات الزمنية في المناطق الريفية أو البلدان النامية، حيث يتعين نقل العينات إلى المدن الكبرى، ما يزيد من معدلات الوفيات بالسرطان.
المصدر: صحيفة "ميديكال إكسبرس"