وفي كلمته الافتتاحية للحضور، شكر الشيخ سلطان القاسمي الأدباء والعلماء والمثقفين والإعلاميين على عطائهم، ما يدل أن الأمة ستبقى بخير بالثقافة، مؤكداً أن الكتاب سر نجاح الأمم ونهضتها وتطورها، ما يدفعنا لقراءته وتبجيله.
كما تناول القاسمي مسألة اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية، الذي كان حلماً عربياً وحلماً خاصاً به، ليصل في خاتمته إلى ١٢٧ مجلداً، حيث بدأ العمل به من ثلاثينيات القرن الماضي على المستوى العربي، ولكنه أخفق في كل مرة ليأتي حاكم الشارقة ويتبناه منذ سبع سنوات ولينجز كاملاً.
معلناً بالوقت ذاته عن بدء الموسوعة العربية الشاملة في الآداب والفنون والعلوم والإعلام، واصفاً إياها بالقول: "هي الربط الحقيقي بين حاضر الأمة وماضيها المحبب والمستقبل حافل بالمشاريع الثقافية الكبرى والعربية باقية ما بقيت الحياة ومحفوظة بحفظ القرآن الكريم"، مشيراً إلى أهمية تناول وتوثيق الحياة المعاصرة واللغة المعاصرة بما فيها لغة الإعلام.
من جهته، بين الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري خلال كلمة ألقاها وفيها بأن الكتاب كان ولا يزال اللبنة الأولى التي تبنى عليها كل قاعدة، عارضاً نتيجة الإحصاءات التي بينت نيل معرض الشارقة الدولي للكتاب للعام الرابع على التوالي المركز الأول عالمياً على مستوى البيع والشراء والتنظيم، ما يؤكد أن الكتاب هو النافذة والجسر نحو مستقبل أكثر حضوراً ورقياً.
وتضمن المعرض الإعلان عن شخصيته الثقافية لهذا العام، التي كانت من نصيب الكاتبة الروائية "أحلام مستغانمي"، التي بدورها ألقت كلمة مؤثرة تقول فيها: "بلغت من الحبر عمراً، لاحظوا كيف أحب هذه الأرض وجئتكم على هودج عربي شاحذة ذاكرتي"، وتحدثت عن علاقتها باللغة والأدب مستذكرة الجزائر وبطولاتها وقالت في كلمتها: "الجراح العربية ما تركت لي من فرحة تحول دون أي بهجة، لا شخصية في هذا العام غير أطفال غزة ولبنان، في حضرة الدم يتواضع ويخجل الإبداع".
كما تم الإعلان رسمياً عن الانتهاء من المعجم التاريخي في مجلداته ١٢٧ وتم تكريم رؤساء مجامع اللغة العربية في الوطن العربي جميعاً، وتم تكريم رؤساء اللجان الذين عملوا في هذا المعجم مع أمير الشارقة، وقام الشيخ القاسمي بالتوقيع أمام الجمهور على النسخة الأولى من المجلد الأخير ١٢٧ من الطبعة الكاملة معلناً انتهاء هذا الإنجاز، وبعد ذلك قام الضيوف بزيارة للأجنحة المتعددة في أرجاء المعرض، وهناك برنامج لمجموعة كبيرة للندوات والمحاضرات المرافقة التي سيتم الحديث عنها.
المصدر: الوطن