لا يختلف أحد على أن الحدث الابرز والأهم في المنطقة كلها، هو ما يحققه الجيش السوري من انتصارات يعرف السوريون أنها كانت آتية لا ريب فيها، وكل ما في الأمر أن الفرصة قد أعطيت لمن ضل السبيل أن يعود إلى جادة الصواب، ودعوته إلى ذلك مرات ومرات، بل ومنحه الفرصة تلو الأخرى.
وإذا كان ثمة من لايملك من قراره شيئا، لأنه أداة تحرك من بعد وحين الحاجة، ولايمكن له أن يكون غير ذلك، فبقي راضخا لا يخرج من دائرة العبودية لمشغله، أمر نعرفه، ويعرفه الشعب السوري، وقد تبين مدى الحقد الذي مارسته العصابات الإرهابية على المواطنين الذين أجبروا على ان يكونوا دروعا بشرية، وعملت على تضليل العالم كله بمساعدة وسائل الضخ الإعلامي التي شكلت رديفا أساسيا لهم، وتمويل أعراب الردة.
المشهد كله تغير بقوة النصر، وبلاغة الصبر الاستراتيجي السوري الذي يعرف كيف ومتى, وإلى اين تمضي الخطوات الواثقة التي ستفضي إلى سورية خالية من الإرهاب، وعودة النبض السوري المتألق دائما وأبدا، والمضي قدما إلى سورية الجديدة المتجددة .
على وقع هذه الانتصارات يمضي السوريون في
إعادة الإعمار والعمل على أكثر من جبهة وجهة، فالنصر الميداني يتواشج ويتفاعل مع انتصارات كثيرة على الساحات كافة، والدبلوماسية السورية التي عكست نبض وألق المقاومة السورية لكل زيف وإرهاب، وفضحت المؤامرات وعرتها في مختلف المحافل الدولية، هذه ساحة أخرى و
ميدان حقق أيضا ما تعاضد مع الميدان، وكان صوت سورية في العالم .
المشهد الذي يكلل بانتصارات متتالية، جعل الكيان الصهيوني أمام عري أوهامه، فعلى ارض الواقع وصخرة الصمود السوري تحطمت آماله وأحلامه، ودفعة واحدة تهشمت أدواته، ولم ينفعه بشيء التدخل المباشر من أجل دفعهم (الإرهابيين) إلى فعل شيء ما، لكنه أيضا كان وكما في كل عدوان يتلقى الصفعة القوية، ويثبت السوريون أنهم من يصنع النصر في ساحات الميدان، وهم أصحاب الرأي النهائي، وهم وحدهم من يبني سورية ويقرر ما يريد، فلاشيء إلا ما يريده السوريون ويصنعونه بأنفسهم.