الوزير عراقجي: الشهيد سليماني حوّل خطاب المقاومة إلى قوة ملموسة

الإثنين 29 ديسمبر 2025 - 18:13 بتوقيت غرينتش
الوزير عراقجي: الشهيد سليماني حوّل خطاب المقاومة إلى قوة ملموسة

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن "الشهيد قاسم سليماني أخرج خطاب المقاومة من حيّز المفاهيم النظرية والشعارات، وحوّله الى قوة ملموسة غيّرت معادلات المنطقة".

وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر الدولي "الشهيد قاسم سليماني.. الدبلوماسية والمقاومة" المنعقد اليوم بمركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية في طهران، اشار "عراقجي" الى أن "الشهيد سليماني لم يكن مجرد قائد عسكري، بل معمار محور المقاومة"؛ مؤكدا على أن "فكره يمثل جوهر الدبلوماسية الموجهة نحو المقاومة، التي تشكّل أساس السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية".

واشاد وزير الخارجية الإيراني بفكر ونهج الشهيد قاسم سليماني، مؤكدا على ان الحاج قاسم سليماني قد أخرج خطاب المقاومة من حيّز المفاهيم النظرية والشعارات، وحوله الى قوة ملموسة غيّرت معادلات المنطقة.

وقال : الدبلوماسية وحدها لا توصل الى نتيجة، ولا تُنتج منافع للدولة من العدم، بل تحتاج الى قوة وطنية حقيقية تُعبّر عنها وتُنميها وتحميها؛ ومن أهم مكوّنات هذه القوة ما نسميه بالقوة المعنوية، أي القدرة على صياغة الخطاب والتأثير في الوعي الجماعي.

وتابع في هذا السياق مؤكدا على ان "خطاب الثورة الإسلامية" و"خطاب المقاومة" من بين أهم الخطابات التي طرحتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية؛ موضحا ان "الدبلوماسية الموجهة نحو المقاومة" تشكل أساس السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، و"محور المقاومة" هو أحد أبعادها.

واعتبر الوزير عراقجي ان الشهيد القائد سليماني كان نموذج التجسيد العملي والواقعي للمقاومة، وقد ساهم وجوده الثابت والحكيم على جبهات الدفاع عن إيران والأمة بمفرده في خلق حصن قوي ضد موجات التهديدات والمؤامرات العاتية.

واكمل بهذا الشان : لقد أدرك الشهيد سليماني ببصيرة عميقة أن الأمن الحقيقي والدائم لا يتحقق فقط في ظل الجدران العالية ومخازن الأسلحة، بل هو متجذر في إرادات ثابتة يتم تغذيتها وتعزيزها من الإيمان والتضحية،وتتمتع بالقوة والثبات والصمود امام كل تهديد ومؤامرة.

واستطرد عراقجي مشددا على ان هذه الإرادة، المؤسّسة على الإيمان الراسخ والاعتقاد بالحق والعدالة، هي التي تمنح الأفراد والشعوب القدرة على التحمّل والثبات في مواجهة أي قوة ظالمة وأي مخطّط شرير.

وأضاف وزير الخارجية الايراني أن "خطاب المقاومة" الذي رسخه سليماني أصبح اليوم قوة جيوسياسية لا يمكن تجاهلها، تحوّلت من ردة فعل الى استراتيجية فاعلة تعيد تشكيل مستقبل غرب آسيا.

ونوّه وزير الخارجية بدبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها دبلوماسية موجهة نحو المقاومة، موضحا انها بذلت دائما قصارى جهدها لنقل رسالة العدالة، ومواجهة الاستكبار، والدفاع عن حقوق الشعوب المحرومة والمضطهدة -التي تشكل أساس وجوهر خطاب المقاومة- الى المجتمع الدولي بلغة دقيقة ومنطقية، وبأسلوب مقنع ضمن إطار مبادئ القانون الدولي.

وتابع :اليوم، في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العالم، حيث تحوّل النظام الدولي "القائم على القانون" الى نظام "قائم على القوة"، وغدا التفكير القائم على "السلام عبر القوة" سائدا على "السلام عبر الدبلوماسية".وبعبارة واحدة، عاد "قانون الغاب" ليتحكّم مجددا في النظام الدولي.

واكد عراقجي على ان الطابع المناهض للهيمنة والداعي الى العدالة في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ،يقف اليوم أكثر صلابة ووضوحا وتأثيرا من أي وقت مضى،محافظا على نداء المطالبة بالحق والعدالة ، ومواصلا صموده بوجه القوى المهيمنة القائمة على القوة والاستكبار.

كما شدّد وزير الخارجية على أن المقاومة ليست فقط عسكرية، بل تمتد الى الاقتصاد من خلال الاقتصاد المقاوم، والدبلوماسية المبنية على الثبات وعدم الخضوع للضغوط، والثقافة بالحفاظ على الهوية ومواجهة الغزو الناعم، والعلم والتكنولوجيا.

هذا ولفت عراقجي الى أن الجمهورية الإسلامية الايرانية ستواصل دعمها الأخلاقي والسياسي لخطاب المقاومة، موضحا انه وخلافا للعديد من التصورات التي ترسم مستقبل المنطقة انطلاقا من هيمنة لا مبرر لها للكيان الصهيوني، تُظهر حقائق المنطقة والعالم أن المقاومة قد تحولت اليوم الى واقع جيوسياسي لا يمكن إنكاره، والى أحد الأطراف الرئيسية والفاعلة في صياغة النظام المستقبلي لغرب آسيا، والذي يجب ان يستند الى إرادة الشعوب الحرة في المنطقة، واحترام السيادة الوطنية للدول، والعدالة، والتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، لا أن يُفرض بالهيمنة والقوة وفق مخطّطات القوى خارج المنطقة.

وفي سياق تأكيده على الدعم الإيراني الثابت لفلسطين،قال عراقجي : المقاومة الفلسطينية اليوم ليست مجرد ردّة فعل محلية، بل أصبحت لاعبا إقليميا قادرا على كسر أوهام القوة الصهيونية ،و فاعلا حاسما ومؤثرا يغير المعادلات الأمنية والسياسية في المنطقة بأكملها.

واختتم كلمته قائلا : مسيرة الشهيد سليماني هي طريق العقلانية، والإيمان، والتخطيط الحكيم، والمقاومة الواعية. وسنمضي قدما على هذا الدرب، بثقة من إرادة الشعب وعون الله.

يُذكر أن المؤتمر الدولي، الذي يُعقد على اعتاب الذكرى السادسة لاغتيال القائد الشهيد سليماني (3 كانون الثاني / يناير 2026م)، ينظّمه مركز الدراسات السياسية والدولية بالتعاون مع "مكتب الحاج قاسم"، بمشاركة باحثين وإعلاميين إيرانيين وأجانب، ويستعرض أبعاد التفكير الاستراتيجي للشهيد سليماني وتأثيره على التحوّلات الجيو- سياسية في المنطقة.

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019