ويبدو أن العنف الذي يمارسه بطل الرواية في كثير من الأحيان ينظر إليه بوصفه علامة على القوة والشجاعة، والخطورة أن ذلك أمر يحث الناس على الشعور بالفخر.
وغالبا ما تكون قصة الفيلم عن بطل يجب أن يقتل للفوز بعشيقته أو كنز، وفي كثير من الأحيان يكون تشجيع سلوكهم العنيف من قبل نظرائهم الآخرين بسهولة. في حين أن الشخصية غير الراغبة في المشاركة في العنف ينظر إليها أنها ضعيفة أو جبانة.
يؤثر قبول هذا العنف في الأفلام على المجتمع دون شك، ولكن لماذا يقبل الجمهور القتل والوحشية الجسدية في السينما؟ لماذا توجد علامة تحذير في كل مرة يضيء فيها شخص سيجارة وليس عندما يلتقط شخص ما سلاحه؟
فهل تعكس الأفلام المجتمع وحقيقته؟ أم أن المجتمع هو الذي يعكس الفن وما يقدمه من أخلاقيات أو أحداث أو تصورات عن الحياة؟ هل تخلق الأفلام "الشر" في حياتنا؟ أم هي مجرد مرآة للشر الموجود فينا؟
فيلم "The Dark Knight"
في عام 2009، أشعل تلميذ النار في مدرسته القديمة بمدينة كلوندالكين الإيرلندية، مما تسبب في أضرار هائلة، واعترف كريستوفر كلانسي البالغ من العمر 19 عاما، بإحراق متعمد في المدرسة بينما كان يرتدي ملابس الجوكر عند إشعال النار في المبنى.
وقال كلانسي للشرطة إن سبب إحراقه هو أن المدرسة "يديرها منافقون ولم تعجبني الطريقة التي يعاملون بها أصدقائي"، ولم تكن هذه الجريمة الوحيدة التي تتعلق بشخصية الجوكر، حيث وقعت جرائم عدة بمختلف الأنواع ارتبطت بشكل وثيق ومحدد بشخصية الجوكر.
فيلم "Wedding Crashers"
ذكرت شبكة "دبليو بي تي في" (WBTV) الأميركية أن جيمي كروز (31 سنة) اتهمت بتقديم "الطعام الضار" لخطيبها، حيث استخدمت قطرات العين لتسميم شرابه من الصودا، وقالت كروز إن مصدر إلهام هذا الفعل جاء من الفيلم الكوميدي لعام 2005 "متطفلو العرس" (Wedding Crashers)، حين وضع أوين ويلسون قطرات العين في شراب برادلي كوبر مما جعله مريضا بشكل خطير، وفي العام الماضي أيضا اتهمت امرأة من ساوث كارولينا بوفاة زوجها بعد أن سممته بقطرات العين على مدى ثلاثة أيام.
والقائمة تطول مع الكثير من الأفلام التي ألهمت الناس بجرائمهم مثل "قتلة بالفطرة" (Natural Born Killers) وفيلم "سائق الأجرة" (Taxi Driver) وفيلم "البرتقالة الآلية" (A Clockwork Orange)، وفيلم "صرخة" (Scream)
اقترحت نظرية زراعة الميديا (Gerbner ،1998) أن التعرض المكثف لبعض الصور والأحداث وأنماط السلوك الاجتماعي المتسقة في وسائل الإعلام الشعبية يمكن أن يؤثر بالضرر في الواقع. واحدة من آثار الزراعة الأكثر شيوعا هو تعميم معتقدات الجريمة.
لذلك أحد العوامل المهمة التي يجب مراعاتها في بناء الأفلام هو مدى اتساق المحتوى الخيالي مع العالم الفعلي، فالأفلام التي تحتوي على قدر أكبر من الواقعية لها تأثير أكبر.
علاوة على ذلك، فإن الواقعية المدركة ترتبط ارتباطا وثيقا مع الوضع الطبيعي، أو الأحداث، والعواطف، والشخصيات، والإجراءات في وسائل الإعلام التي تعتبر مألوفة أو معتادة.
لذلك، قد يكون للوسائط ذات الطابع النموذجي الأكبر (أي الأفلام التي تهدف إلى تمثيل الواقع) تأثير أكبر على الجماهير، من الوسائط ذات النمط الأقل (مثل الخيال أو الخيال العلمي أو أنواع الرعب).