صلحي الوادي العميد المؤسس للمعهد العالي للموسيقا ولد في بغداد عام 1934 اختار مدينة دمشق لإقامته منذ أن شب، حيث وجد بها متنفسه في الموسيقا والحياة، درس الموسيقا في المعهد الملكي ببريطانيا وفي عام 1960 تولى إدارة المعهد العربي للموسيقا بدمشق وعلى يده أصبح مؤسسة تضخ دماء جديدة في المشهد الفني السوري واضعاً كل جهده وإمكاناته وإذ بالأطفال الصغار الذين احتضنهم الوادي بحنو الأب أصبحوا عازفين وموسيقيين لا يشق لهم غبار.
مسيرته ..
في عام 1947، التحق بكونسرفتوار الإسكندرية لدراسة الكمان والتأليف الموسيقي على يد أستاذين أحدهما إيطالي والثاني اسباني، ومارس العزف في فرقة الاسكندرية السيمفونية على آلة الفيولا التي قدمت لصلحي الوادي مقطوعة موسيقية بعنوان «ابتسامة».
أرسله والده إلى إنجلترا لدراسة الهندسة الزراعية في وايت كوليرج في عام 1953، التي تركها لاحقاً بعد أن سجل في الأكاديمية الملكية للموسيقى، وتفرغ نهائياً لدراسة الموسيقى وهذه كانت بمثابة صدمة للأب الذي وافق على مضض.
وشكل في العام 1957 فرقة أوركسترا ضمت مجموعة من العازفين بلغ عدد أعضاءها عشرين عازفاً وقد قاد هذه الأوركسترا بنفسه.
عاد صلحي الوادي في العام 1960 مع زوجته البريطانية وعائلته الصغيرة إلى دمشق وبدأ العمل على جعل الموسيقى الجادة جزءاً من المشهد الفني في سورية، وعين مديرا للمعهد العربي للموسيقى بدمشق الذي كان قد تأسس حديثاً - سمي لاحقا باسمه - وقد وضع أنظمته وبرامجه وفق ما كان يدرس في القاهرة.
وفي هذه الأثناء تعرف على أبي بكر خيرت وهو من خيرة الموسيقيين بمصر إذ دعاه مع نجمي السكري للذهاب إلى القاهرة وليكون مساعد قائد أوركسترا القاهرة السيمفوني.
في عام 1990، أسس المعهد العالي للموسيقى بدمشق، وعين عميدا له.
بعد افتتاح المعهد الجديد استطاع أن يؤهل طاقماً من العازفين من الطلاب ليحقق معهم حلم حياته ألا وهو تأسيس أوركسترا وطنية، وفي عام 1993، تحقق هذا الحلم حينما قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية أولى حفلاتها بقيادة صلحي الوادي.
قاد صلحي الوادي أول حفل موسيقى أوبرالية في سورية «ديدو وإينياس» التي تمّ تقديمها في مدرج بصرى، وحضرها 15 ألف مشاهد، في عام 1995.
بعد هذا العرض، كرّمه الرئيس الراحل حافظ الأسد بوسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، وهو أعلى وسام يُمنح في سورية.
وفي عام 1999 منحه كونسرفتوار كوميتاس في يريفان أرمينيا دكتوراه فخرية، كما منحته الأكاديمية الروسية للعلوم والفنون شهادة الدكتوراه الفخرية في عام 2000.
البابا يوحنا بولص الثاني كرمه في العام 2002 بميدالية القديس بطرس وبولص، وذلك خلال زيارته لسورية كجزء من زيارته الألفية.
ومن مؤلفاته سبع مقطوعات للبيانو ألفها بين عامي 1950 -1960 ولها أهمية خاصة عنده لأن تأليفها اقترن بتعرفه على عازفة البيانو الانكليزية القديرة سينثيا مايرون ايفرت التي أحبها وتزوجها كما أن تأليفه لهذه المقطوعات جاء بعد دراسته المستفيضة لاتجاهات الموسيقار الهنغاري بارتوك في الفولكلور الموسيقي للشعوب.
وفي شهر نيسان من العالم 2002 وأثناء قيادة الفرقة السيمفونية أصيب بنزيف دماغي حاد خلال حفل بقصر المؤتمرات، عانى من آثاره مدة خمس سنوات حتى رحيله في الثلاثين من أيلول عام.
«المركز الوطني للفنون البصرية» في دمشق وفي الذكرى العاشرة لغيابه أصدر كتاب «صلحي الوادي الموسيقار والإنسان».
ليبقى السؤال..
ماذا لو أنصت صلحي الوادي إلى وصية أبيه بدراسة الزراعة بدلاً من الموسيقى؟ وماذا لو وافق على وراثة مشيخة عشيرة "الدليم" العراقية برحيل والده..؟