في منزل أم تميم الكائن ببلدة سلحب غربي
حماة ثمة نساء لم يستطعن حمل السلاح لكن بأيديهن وبقلب مفعم بالإيمان يصنعن لقمة الكرامة في
مطبخ صغير لكنها كبيرةٌ هي مهامه.
هن أمهات وأخوات شهداء وجنود في الجيش السوري واعتبرن أن كل فرد من أفراد الجيش العربي السوري هو ابن لهن، لذا أصبحن يطبخن الطعام ويرسلونه إلى وحدات الجيش المقاتلة.
حدثتنا السيدة "نهلة صليبة" أخت الشهيد "معين صليبة" مؤسس مشروع "
مطبخ أمهات الشهداء والجنود " في بلدة سلحب بريف
حماة الغربي، أنه في حالة الحرب يصبح كل شخص جندي من مكانه كالطالب والمعلم والموظف، فكيف الحال ب
أمهات الشهداء اللواتي سطرن خلال الحرب على سورية أروع ملاحم الصبر والأستمرار في الحياة والعمل من أجل مستقبل أفضل.
"المطبخ" هو جبهة دفاعية يقوم على التبرعات، و يقدم وجبات الطعام للصامدين على خطوط النار، وهو مكون من 9 نساء ورجلين وهم :
أم حسام سهام خليل الأكبر سناً
أم معتصم كوكب ضويا ( أم لشهيد )
أم صلاح مها سلوم ( أم لشهيد وجنود )
أم رامي نهله صليبة (أخت الشهيد معين و أم لجندي )
أم تميم ميسلون سلوم ( زوجة ابراهيم صليبة )
أم حسين ابتسام عيسى ( أم لجنود )
أم سليمان هالة العلي (أم لجندي )
أم جعفر سميرة الطموشي (أم لجنود )
كوتلين صليبة ( أخت الشهيد معين )
وقالت نهلة صليبي: "اخترنا المساهمة في الدفاع عن الوطن بطريقتنا، من خلال تشكيل فريق عمل تطوعي لإعداد الطعام وإرساله إلى الجنود المرابطين على جبهات القتال في مختلف المناطق السورية".
وأضافت: تركيزنا هذه الفترة بإيصال الوجبات يقتصر على ريف
حماة لكننا خلال السنوات الماضية وصلنا إلى جبهات عدة منها (حلب - خناصر - مطار أبو الضهور - الرستن - إدلب - ريف اللاذقية)، مشيرة إلى أنهم يعانوا من تأمين وسيلة نقل لإيصال الطعام إلى الجبهات.
أما السيدة "ميسلون سلوم" حدثتنا عن بداية العمل والذي بدأ مع بداية الحرب على سورية تقريباً مع نهاية عام 2011 وبداية 2012 ، عندما علمنا بأن خطوط الإمداد بدأت تنقطع عن عناصر الجيش السوري وفي زحمة المعارك الشرسة، لم يكن هناك أي تخطيط مع بداية هذه الحرب الكونية والمجنونة التي جاءت دون سابق إنذار، هنا بدأت الفكرة وبدأنا نعمل كخلية نحل دون كلل أو ملل.
وقالت: "استشهد معين صليبي عندما كان ذاهباً لإيصال وجبة طعام إلى إحدى الجبهات، حينها امتلأنا بالإصرار والعزيمة على متابعة العمل، ولأهل الشهداء الفضل الكبير بهذا ال
مطبخ وعلى الرغم من جراحهم أصروا على تقديم مايستطيعون للمطبخ، تأتينا المعدات قبل يوم من أحد الأشخاص الذين يريدون تقديمها لرجال الجيش، نجتمع منذ ساعات الصباح الأولى ونبدأ بتجهيز الوجبة، وهناك العديد من التبرعات التي تأتي لل
مطبخ كلٌ حسب قدرتة نتكاتف جميعاً ونبقى يد واحدة، لايوجد أي جهة رسمية داعمة للعمل هو عمل خيري تطوعي وتشاركي من الأيادي البيضاء التي تدعم المطبخ، شعورنا بالسعادة لايوصف عندما نرى الابتسامة على وجوه عناصر الجيش فهم أبنائنا ولنا الفخر بما نقدمة لهم و بالنسبة لنا هم بالدرجة الأولى ومحبتنا لهم هي التي زادتنا إصرار على العمل ونتمنى النصر لسورية والنصر قادم بإذن الله".
وأضافت: "من المعوقات التي تواجهنا آلية إيصال الطعام الى الجبهات هناك قلة في وسائل النقل، نضطر في بعض الأحيان لجلب آلية على حساب التبرعات التي ترد للمطبخ".
بينما تقول "هالة العلي" وهي من كادر
مطبخ أمهات الشهداء والجنود في بلدة سلحب، نقوم بإيصال الوجبات لأبنائنا العساكر لنشعرهم بحنان أمهاتهن البعيدين عنهم، نستيقظ في الصباح الباكر عندما يكون هناك عمل وحسب الدعم الذي يأتي إلى ال
مطبخ من أهل الخير، نبدأ في ال6 صباحاً ونجهز الطبخة حتى الساعة 12 ظهراً تكون جاهزة حينها يأتي شخصين وهم من كادر ال
مطبخ ينقلونها إلى الجبهات.
وأضافت السيدة "هالة" لدي ولدين متطوعين في الجيش وأشعر عندما نقوم بالطبخ كأنني أطبخ لأولادي، ولأن كل عنصر في الجيش نعتبره من أولادنا، نصلي لأجلهم وندعو لهم بالنصر.
عمل إنساني ثري وملهم بكل المقاييس، هي قصة امرأة سورية اختارت وجهتها في مسار الأحداث هؤلاء هن
أمهات الشهداء اللواتي قررن السير على خطا الأبناء في تقديم مايستطيعون لهذا الوطن الذي يستحق كل مانملك.