ويعد زيت الزيتون أحد أقدم المواد الغذائية المعروفة في تاريخ البشرية، وقد استخدم في العصور القديمة لإعداد الطعام. كما يتمتع زيت الزيتون بميزة كبيرة، إذ لا يحتاج إلى معالجته بكثافة لأن الزيت موجود بالفعل في ثمرة الزيتون الناضجة.
يضاف إلى ذلك محتواه العالي بشكل ملحوظ من فيتامين "إي" وآثاره الإيجابية على القلب والدورة الدموية. وبفعل العصر البارد لثمار الزيتون، فإنه يبقى محتفظا بالكثير من المواد النشطة بيولوجيا التي تمنع الالتهابات.
ولا يخلو مطبخ تقريبا من زجاجة زيت الزيتون البكر الممتاز، وغالبا ما يكون الخيار الأول في تتبيل السلطات المختلفة. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن زيت الزيتون هو الأفضل للطهي والقلي أيضا، لذلك يفضل معظم الناس استخدام زيت دوار الشمس أو السلجم للقلي والطهي. والأمر نابع من بعض الخرافات عن زيت الزيتون، فما هي أهم هذه الخرافات؟
الخرافة الأولى: زيت الزيتون غير مناسب للقلي
ليس صحيحا! فمطبخ دول البحر الأبيض المتوسط يعتمد على زيت الزيتون في الطبخ بشكل رئيسي، ولا ينحصر استخدامه في صلصة السلطات. زيت الزيتون البكر الممتاز مناسب للقلي، ورغم أنه يحتوي على نقطة دخان أقل من عباد الشمس أو زيت بذور اللفت، فإنه يمكن تسخينه إلى 165 إلى 180 درجة مئوية. ويعرف العلماء نقطة الدخان أو الإدخان بأقل درجة حرارة يبدأ معها انبعاث الدخان من الزيت. كما يمكن استخدام زيت الزيتون المكرر، الذي يمكن تسخينه حتى 220 درجة، في القلي أيضا.
الخرافة الثانية: صلاحية زيت الزيتون طويلة الأمد
هذا غير صحيح، فزيت الزيتون تستمر صلاحيته حتى نحو عامين. كما أن طريقة الخزن الخاطئة (تحت أشعة الشمس المباشرة على سبيل المثال) قد تغير من طعمه ورائحته في وقت أسرع، إذ يصبح زنخا. أما زيت الزيتون البكر عالي الجودة فيفقد نكهته بعد نصف عام تقريبا حتى لو كان لا يزال صالحا للاستعمال.
الخرافة الثالثة: يجب أن يكون طعمه واحدا
يؤكد خبراء الطعام أن هناك اختلافات دقيقة بين أنواع زيت الزيتون، فتلك المصنعة في إيطاليا أو اليونان أو إسبانيا لا تختلف في اللون فقط وإنما لها رائحتها وطعمها الخاص.
الخرافة الرابعة: يجب ألا يكون زيت الزيتون مرا
الأمر غير صحيح، فالأنواع البكر العالية الجودة من زيت الزيتون تحتوي على مواد مرّة تمنح الأطباق والوجبات نكهة مميزة. كما أن هذه المواد المرة جيدة للغاية لصحة الإنسان لاحتوائها على مضادات الالتهابات وتعزيز قدرة الجسم على هضم الدهون.
باختصار ليس عبثا أن يجعل مطبخ البحر المتوسط من الزيتون أحد أعمدته الرئيسية.