وهي عبارة عن سبعة عشرة ناعورة أثرية تقع على طول نهر (العاصي)، يعود تاريخها إلى عهد الآراميين، وتبيّن الآثار السورية منحوتات ولوحات أثرية تحمل صور النواعير، مثل لوحة الفسيفساء، التي اكتشفت في شارع الأعمدة بمدينة أفاميا الأثرية على بعد 55 كيلومترا شمال مدينة حماة، ويرجع تاريخ اللوحة إلى عام 420 ميلادي.
والنواعير، هي عجلات خشبية ضخمة تم تصميمها لرفع المياه من نهر العاصي ونقلها من خلال القنوات إلى الحقول الزراعية والمنازل، وتختلف أحجامها، وتحمل أسماء متعددة تتعلق بالأمكنة التي تقع فيها، ولعل أشهرها الناعورة المحمدية، وهي الأخت الكبرى لنواعير والمأمورية والبشرية والجسرية والمؤيدية والعثمانية والكيلانية والجعبرية والخضورة والدهشة أو النخيلة والمقصف، والتي كان عددها في بداية القرن العشرين 105 نواعير، منها 25 ناعورة داخل مدينة حماة ويعمل منها 17 فقط.
وتدور الناعورة بسبب تيار النهر المتدفّق، وتغطس فيه وصناديقها منقلبة فارغة في النهر ثم ترتفع ممتلئة بمياه النهر وتصب الماء في القنوات المائية، ثم تقود الجاذبية الماء على طول القنوات إلى وجهته في أجزاء المدينة المختلفة.
منظرها على حوافي نهر العاصي، والمياه النازلة في صوت صار مألوفا، والإضاءة المتقنة لها ليلاً، حوّلها إلى مظهر جمالي أخّاذ، الأمر الذي جعلها معلماً سياحياً تنتشر حولها المطاعم والمنتزهات، وتُشكّل اليوم، الدافع الأساس للسوريين في باقي المحافظات والزائرين العرب والأجانب.