الممثل السوري الراحل خالد تاجا، الذي ولد في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1939 في دمشق، وتوفي فيها في الرابع من نيسان/أبريل عام 2012 بعد صراع مع سرطان الرئة.
عمل تاجا المولود بحي ركن الدين الدمشقي عام 1939 في المسرح منذ كان صغيرا مع كبار الفن المسرحي آنذاك، من أمثال عبد اللطيف فتحي، وحكمت محسن، وعلى خشبة مسارح المدن السورية صقلت موهبته الفنية وقدمته لاحقا للسينما والتلفزيون.
في العام 1966، اختاره المخرج اليوغسلافي يوشكو فوتونوفيتش للقيام بدور البطولة في أول فيلم سينمائي تنتجه المؤسسة العامة للسينما، وهو "سائق الشاحنة".. بعدها، عمل في أفلام عدة أنتجت في القطاعين العام والخاص، ومن أبرز أفلامه "الفهد" و"رجال تحت الشمس".
مسيرته الفنية الطويلة والناجحة كرست تاجا أحد كبار الفنانين في الوطن العربي، رغم أن شهرته لم ترق إلى ما وصل إليه البعض عبر أعمال أقل بكثير مما قدمه "الشامي الكبير" كما ومضمونا، التي رأى بأنها، وكما كتب على شاهد قبر أعده قبل أن يرحل، "حلم من الجنون كومضة شهاب زرع النور بقلب من رآها لحظة ثم مضت".
تنوع أداء الفنان خالد تاجا، فلعب أدوارا في أعمال تلفزيونية تجسد البيئة الشامية من قبيل "أسعد الوراق"، و"أيام شامية"، و"الحصرم الشامي"، و"أبو خليل القباني"، و"الثريا"، و"نهاية رجل شجاع"، وأخرى تاريخية من قبيل "خالد بن الوليد"، و"ملوك الطوائف"، و"ربيع قرطبة"، و"صلاح الدين الأيوبي"، و"التغريبة الفلسطينية"، وحتى كوميدية في "بقعة ضوء"، و"الفصول الأربعة" و"يوميات مدير عام" و"أيام الولدنة"، بالإضافة إلى أعمال أخرى اجتماعية معاصرة.
برع الفنان الراحل في الأعمال الدرامية والكوميدية، وفي أنماط وبيئات فنية مختلفة، واشتهر بتماهيه مع الدور والحرص على تقديم أفضل ما لديه دائما، وله كم هائل من الأعمال الفنية المتنوعة لكن اضطرته أوضاعه الصحية للابتعاد عن العمل لمدة 12 سنة، ليعود بعدها ويشارك في أكثر من 100 مسلسل تلفزيوني، مثل بعضها علامات فارقة في الدراما السورية، التي اكتسبت شهرة لدى المشاهدين العرب، ونافست بقوة الدراما المصرية.
نال خالد تاجا العديد من الجوائز منها تكريم في مهرجان بودابست ببلجيكا عام 2010، والميدالية الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي التاسع، والجائزة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان القاهرة الحادي عشر، ودرع تكريمي عن دوره في مسلسل التغريبة في أبو ظبي عام 2005، جائزة لجنة التحكيم للدراما السورية أدونيا عام 2005، ودروع مختلفة من جهات عديدة.
كان خالد تاجا يمارس رياضة ركوب الخيل التي تعلمها في الأردن من خلال مشاركاته في الأعمال الأردنية البدوية في ستينيات القرن الماضي.