يحكي الفيلم قصة بسيطة خالية من أي تعقيد، بطلتها طفلة صغيرة، بريئة، تقع في مأزق خطير فتحاول طوال مدة الفيلم الخروج منه بأقل خسارة ممكنة.

في البدء تلحّ الطفلة (رازيه) على شراء سمكة ذهبية احتفالاً بالعيد الذي سينبعث ضياؤه مع إشراق يوم الغد. فترضخ والدتها لهذا الإلحاح وتضطر إلى منحها المبلغ الضخم الوحيد الذي تملكه العائلة شريطة أن تعيد ما يتبقى منه..

المبلغ كان خمسمائة تومان في حين أن سعر السمكة لا يتجاوز بضعة تومانات.. ولأن العائلة ترزح تحت وطأة الفقر فإن الحاجة إلى إعادة المبلغ المتبقي تبدو غير خاضعة للتفكير..

يجب أن يعود المال فوراً، هذا جوهر الأمر الذي تغلغل بشكل حاسم في عقل الفتاة الصغيرة ليضعها أمام ضغط نفسي رهيب. والذي كانت تخشاه وقع لها وبأسوأ طريقة ممكنة، فورقة النقد سقطت منها في حفرة عميقة قبل أن تصل إلى المحل الذي يبيع الأسماك.

لذلك تجد نفسها في مأزق عظيم لا تفعل معه سوى الجلوس إلى جوار الحفرة بشكل بائس حتى نهاية الفيلم.. إنها تنتظر المعجزة..

فيلم (البالون الأبيض) أحد الأفلام المهمة التي صنعت مجد وشهرة السينما الإيرانية، عظمته تكمن في بساطته الساحرة، فهنا لا يحدث شيء سوى التأمل والانتظار.

حدث بسيط وشخصيات قليلة ومكان واحد تمكن من خلاله المخرج (جعفر باناهي) من رسم البؤس الذي يغلف حياة الفقراء والمسحوقين في إيران.. ومواصفات بسيطة وإنسانية كهذه أصبحت سمة غالبة في الكثير من الأفلام الإيرانية المتفجرة إنسانية وجمالاً.

لمتابعة الفيلم اضغط هنا