وقد نال أكثر من أربعين جائزة، من بينها الجائزة الأولى في مهرجان سان سيباستيان (2004) وجائزة فيلم السلام في مهرجان برلين السينمائي (2005) وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان شيكاغو الدولي لسينما (2004) وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان ساو باولو الدولي للسينما (2004).
يبدأ الفيلم بمشهد طفلة (أجران) تطلّ على جرف سحيق، بعد أن خلعت نعليها على حافّة الهاوية، وهاتان الإشارتان هامّتان ومتلازمتان في الفيلم: إنّ زوجيْ الحذاء هما دعوة إلى تتبّع آثار أقدام هذه الطفلة في العالم الّذي ألقته وراء ظهرها لتصل في النهاية إلى حافّته: الموت!!
بعد المشهد الافتتاحي الّذي تحدّق فيه الطفلة في وجه الموت، يبدأ بهمان غوبادي في كشف ملامح الحياة الّتي عاشتها البطلة، في كشف هذا العالم الّذي تقع فيه الأحداث، وهو قرية في شمال العراق محاذية تمامًا للأسلاك الشائكة الّتي تحدّ العراق مع تركيا: إنّها قرية منسيّة، سكّانها لاجئون ومساكنها بقايا دبّابات ومدرّعات وحقولها ليست مزروعة بالقمح أو الورد، بل ببقايا الألغام الّتي خلّفتها الحرب العراقيّة الإيرانيّة.
إنّه مكان مناسب جدًّا لأن يكون مسرحًا لفيلم أراده مخرجه أن يكون “ديستوبيًّا” حدّ الألم.
أمّا الأبطال، فهم أطفال: أرواحهم موشومة بوجع اليتم والتشرّد وأجسادهم تحمل ندوبًا وتشوّهات جرّاء العمل في نزع الألغام.
من نقاط قوّة هذا الفيلم أيضًا، هو هذه القدرة الّتي أظهرها الأطفال على لعب أدوارهم الصعبة والمعقّدة، حتّى أنّني تأثّرت إلى درجة لا تُصدّق واندهشت، فلم أشعر طيلة الفيلم بأنّني أشاهد أطفالًا يمثّلون، بل وجدت نفسي أمام عباقرة كبار من طينة مارلون براندو وتوم هانكس…
لمشاهدة الفيلم من خلال الرابط التالي: