في كل يوم، ومنذ أكثر من ثلاث سنوات على شن «تحالف» العدوان بقيادة النظام السعودي عدوانه العسكري الغاشم على الشعب اليمني عندما أطلق ما سماها «عاصفة الحزم» في 25 آذار 2015م يمارس أبشع أنواع الجرائم الإنسانية والأخلاقية والقانونية.
مجزرة صعدة، أحدث ممارسات «تحالف» العدوان الإجرامية بحق الإنسانية التي أضافها إلى سجلاته السوداء في إحدى غاراته الجوية على المحافظة وأودت بأرواح عشرات الأطفال، وفقاً لمصادر طبية، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة في ظل الصمت الدولي وبقائه على حاله تجاه جرائم قوى العدوان اليومية بحق شعب أعزل إلا من الوعي والإرادة والصمود في وجه طغاة الأرض وظلمهم، إلا أنها لاقت استهجاناً واستنكاراً دولياً، في حين يراها «تحالف» العدوان «عملاً مشروعاً»، فإذا كان الأمر كذلك فهل أبقى «التحالف» بإجرامه هذا ومسوغاته شيئاً للقواعد الإنسانية والأخلاقية والقانونية؟!.
المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» هنرييتا فور التي وصفت المجزرة بأنها «هجوم مروع يعكس وصول الحرب الوحشية على اليمن إلى نقطة بالغة السوء»، تساءلت بعين المترقب: «هل ستكون أيضاً نقطة تحول.. تدفع من خلالها الأطراف المتحاربة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى القيام بالأمر الصحيح بالنسبة للأطفال وإنهاء هذا النزاع؟»، فإذا كان هذا ما تتمناه فور، فهل هو ما يرجوه جميع الأطراف، وخاصة قوى العدوان؟ في إطار دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، الذي أدان غارة «تحالف» العدوان، إلى إجراء تحقيق مستقل وسريع، والتزام الأطراف كافة بالقانون الإنساني الدولي، وإيجاد حل سياسي تفاوضي ينهي العدوان، بالتزامن مع دعوة السويد وبوليفيا وهولندا والبيرو وبولندا لعقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي بخصوص مجزرة صعدة، ومقابلة هذه الدعوات بالترحيب من حركة «أنصار الله» التي تمنت لها النجاح والخروج بنتائج يلمسها المواطن اليمني.
فإذا كانت مجزرة
صعدة أودت بضحايا أطفال ومدنيين باتت أعدادهم معروفة، فإن معرفة عدد ضحايا غارات قوى العدوان من المدنيين تبدو بالغة الصعوبة بسبب الأوضاع الإنسانية المأساوية التي سببتها تلك الغارات التي هي سبب رئيسي بقتل المدنيين، حسب تقارير الأمين العام مفوض حقوق الإنسان والتي حمّلت «التحالف» مسؤولية قتل 61% من المدنيين، فإلى متى يستمر الوضع على هذه الحال؟، وهل من مؤشرات لحل سياسي ينهي العدوان على الشعب اليمني؟ وهل ستكون مجزرة
صعدة نقطة تحول فعلاً؟.
بقلم:
وضاح عيسى / جريدة تشرين