شكلت ظاهرة القدرة على تعلم شيء جديد أثناء النوم، المعروفة باسم Hypnopedia، حلما يطمح له الطلاب منذ فترة طويلة، ولكن دراسة جديدة وجدت أن هذه العملية قد تكون مستحيلة.
وقام باحثون من
معهد العلوم العصبية ULB في بروكسل، بإجراء عمليات مسح دماغية متقدمة (magnetoencephalography) للمشاركين في الدراسة، البالغ عددهم 26، من أجل مراقبتهم أثناء نومهم وبينما كانوا مستيقظين. ثم تم تشغيل أصوات، إما بشكل عشوائي أو ضمن 3 أنماط مميزة.
ولم يُظهر المتطوعون النائمون أي نشاط دماغي، عندما تعلق الأمر باكتشاف أوجه التشابه في الأصوات، في حين أن المشاركين الذين كانوا مستيقظين، لم يواجهوا مشكلة في انتقاء نمط التسجيل الصوتي.
واستنتج الباحثون أنه على الرغم من قدرة الدماغ البشري على تسجيل الأصوات أثناء النوم، إلا أنه لا يستطيع استيعاب المعلومات و
التعلم منها.
واكتشف فريق البحث أن قدرتنا على
التعلم محدودة خلال فترة "موجة النوم البطيئة"، أو ما يعرف باسم "نوم حركة العين غير السريعة" (NREM).
وكتب الباحثون في الورقة البحثية: "أظهرنا في ال
دراسة الحالية أن المشاركين الصغار الأصحاء، أثبتوا أنهم قادرون بشكل ضمني على تعلم تقسيم المجاري السمعية أثناء الاستيقاظ، في حين أن هذه العملية غير فعالة أثناء نوم حركة العين غير السريعة. وأظهر تحليل الاستجابات أن المشاركين يواصلون معالجة المعلومات السمعية أثناء النوم، ولكن تلك المعالجة لم تتأثر بتواجد إحصائي منتظم في التدفق السمعي".
وتجدر الإشارة إلى أن
معهد العلوم العصبية في بروكسل، يدرس أحدث سلسلة من التجارب لدحض الأسطورة الشعبية.
وفي
دراسة مماثلة نشرها خبراء من جامعة PSL للأبحاث في باريس، في أغسطس 2017، تم اختبار
التعلم أثناء النوم من خلال تعريض 20 مشاركا لنوع من "الضجيج الأبيض"، يحتوي على أنماط من الصوت.
وتذكر المشاركون الأصوات التي سُمعت خلال مرحلة حركة العين السريعة (REM)، عند الاستيقاظ. كما وجدوا أنه من الأسهل التعرف على الضوضاء البيضاء التي كانت تتكرر فيها الأصوات، لأنهم سمعوها أثناء النوم، ولكن الأمر لم يستمر سوى لدقائق قليلة.
ونُشرت النتائج الكاملة في مجلة Scientific Reports.