أحاديث ونقاشات كثيرة جمعت الإعلاميتين الدكتورة أمل ملحم وميساء نعامة، كانت النتيجة لاحقاً كتابهما «أعلام من الإعلام/محطات ورؤى» وثقتا فيه لتجربة خمسة عشر إعلامياً سورياً وعربياً. بحثت الزميلتان عن أسماء لم يكن مرورها عادياً في عالم تتزاحم فيه رغبات التميز والظهور ثم كان التواصل معها للحديث عن مشوارها الإعلامي وما عاصرته من أحداث وإشكاليات ووقائع.
الكتاب يركز على مراحل مهمة في حياة كل إعلامي ويوثق أيضاً للثقافات التي ينتمي إليها هؤلاء الإعلاميون، والغاية كما تصفها حماية الذاكرة الجمعية حتى لا ننسى القامات التي تركت حضوراً في إعلامنا السوري والعربي.
تضيف ميساء: تجربتي الشخصية في عالم الإعلام انضمت إلى تجارب زملائي ممن يضمهم الكتاب، طلبنا منهم إيراد عدة بنود يوثقون من خلالها لكيفية النهوض بالإعلام السوري والعربي، حيث نتوقف عن كوننا مجرد متلقين، نأخذ المعلومة من وكالات أجنبية، في وقت يجب أن ننتج المعلومة والأداة الإعلامية، فيما بعد صار لدينا من خلال الكتاب مقترحات يمكن اعتبارها وثيقة إعلامية مهمة تحتاج دعماً من القائمين على الإعلام.
الإعلامية ماريا ديب واحدة ممن استعرضت تجربتها في الكتاب تحت عنوان «مسيرة حب ووفاء»، رأت في فكرة توثيق التجارب الإعلامية فرصة تتيح لأصحاب المهنة وطلاب الإعلام الاستفادة مما عايشه الآخرون، ولا سيما أن مجال الإعلام واسع جداً ومختلف عما كان عليه في الماضي. تشرح ماريا: تركنا بصمات بجهود جبارة، كنا نبحث عن المعلومة بسبل بدائية بعكس الطرق المتطورة المتوافرة حالياً، ودعت الإعلامية السورية ممارسي مهنة الإعلام ليحبوها بعيداً عن الشهرة التي تشغل بال معظمهم، إذ يجب أن يكون تركيزهم دائماً على كيفية الوصول للناس وإيصال المعلومة لهم بالطريقة الصحيحة، أما «الشهرة فستأتي لاحقاً، يجب بداية أن نتشرب ونعي حقيقة المعلومات والأخبار الواردة إلينا كإعلاميين، هذا هو الأهم».
وأكدت ماريا أن الصدق هو الصفة الأهم في الإعلامي، وخاصة ما يتعلق بالمذيعين لأن صدقهم يؤثر في صوتهم وتالياً قدرتهم في التأثير، الكاميرا كذلك تكشف مشاعر الإعلامي التلفزيوني، هل هو مقتنع حقاً بما يقوله أم لا، ورأت بعد سنوات من العمل أن الإعلامي يجب أن يكون أكثر تواضعاً من بقية الناس وبموازاة ذلك يجب أن تفوق معلوماته ما يمتلكه الآخرون حتى يكون قادراً على تصحيح الخطأ.
سألنا هيام حموي عن الفكرة الأهم التي حاولت إيصالها للقراء كإعلامية، تضمن الكتاب صفحات عن تجربتها؟، وكانت الإجابة: حاولت التركيز على فكرة التحدي التي تدفعنا للعمل رغم كل الصعوبات، وكان عنواني الذي أفخر به «خمسون عاماً مع الميكروفون.. يحيا الراديو»، ليس سهلاً لإنسان مستقيم لا يحب المواربة الاستمرار في مهنة صعبة زمناً طويلاً، وليس سهلاً أن تكون لديك القدرة على تمرير الصعوبات بانتظار أن تتحسن الأمور لمتابعة المسيرة من دون تنازلات، الإصرار والتحدي ساعداني لأكمل كل هذه السنوات.
يظن البعض أن تجربة هيام في العمل مع مؤسسات أوروبية جعلت الحياة والظروف أسهل بالنسبة لها لكن هذا غير صحيح كما تقول «ففي كل الأماكن هناك صعوبات وخطوط حمر، وفي كل الأماكن لا يسهل على الإنسان «الدغري» أن يعمل، لكنه قادر على التحدي، وحين ينوي ذلك فهو قادر على النجاح أيضاً». يضم الكتاب أسماء لافتة لإعلاميين منهم: جورج قرداحي، محمد قطان، حياة الحويك عطية، ناديا خوست، محمد الحماد، محمد منير، منى كردي، عباس الضاهر، غالب قنديل.