بتحد حقيقي وانطلاقة أسرع من المعتاد بدأت كوادر الشركة العامة للبناء والتعمير فرع المنطقة الجنوبية تنفيذ العقد الأول من السكن الشبابي في منطقة الديماس (المشروع التابع للمؤسسة العامة للإسكان) الأمر الذي يشكل اختبارا لجاهزية الشركة لمرحلة اعادة الاعمار كون المنطقة تفتقد للبنى التحتية وهي خالية تماما من أي أبنية سكنية.
كاميرا سانا رصدت واقع العمل الذي بدأ مطلع الشهر الماضي وتم خلال فترة قصيرة جداً إنجاز حفريات ما يقارب 8 أبراج من أصل 12 برجا حتى الآن وفق تصريح المهندس علي حسن مدير فرع المنطقة الجنوبية بالشركة لمندوبة سانا الذي أوضح “بدأنا بأول جزيرة من
السكن الشبابي في
منطقة الديماس وهو يعد العقد الأول في هذا المشروع الذي يتضمن بمجمله ما يقارب 8 آلاف شقة سكنية ويشمل العقد الأول تنفيذ نحو 650 شقة”.
وتبلغ قيمة العقد 5 مليارات و700 مليون ليرة سورية بمدة تنفيذ 600 يوم حسب المهندس حسن الذي بين أنها مدة انجاز سريعة بالنسبة للعقود السابقة وهو ما تصر كوادر الشركة على إنجازه في الوقت المحدد حيث يتضمن العقد تنفيذ أعمال الهيكل بالطريقة العادية إضافة إلى الإكساء بنسبة 80 بالمئة مضيفاً.. “موقع العمل الحالي سيتضمن 12 برجاً أنهينا حفريات 8 منها وحتى نهاية الشهر القادم ستكون حفريات بقية الأبراج منتهية ويوجد 4 أبراج أنهينا فيها أعمال قواعد البيتون المسلح وستكون أولى الصبات عليها بعد عطلة العيد مباشرة”.
وبالنسبة لمدى توفر مواد البناء بالسرعة المطلوبة أوضح المهندس حسن أن الشركة تستجر موادها من المؤءسسة العامة للتجارة الداخلية للمعادن ومواد البناء (عمران) بشكل رئيسي ولا سيما ما يخص مواد الهيكل الأساسي والحديد واليوم مع تحسن الأوضاع في سورية باتت جميع المواد متوفرة ولم تعد هناك مشكلة بتأمينها مثل السنوات السابقة لافتاً إلى أن الجهة المشرفة على عقود المشروع هي الشركة العامة للدراسات.
من جهة أخرى رأى المهندس حسن أن من أهم المشكلات التي ما زالت قائمة في العمل هي نقص اليد العاملة في السوق المحلي بشكل عام وفي الشركات الإنشائية بشكل خاص لافتاً إلى أن الشركة تحاول تعويض النقص الحاصل بجلب عمالة من السوق المحلي ووحدات الانتاج إلى جانب زيادة ساعات العمل للانتهاء بالوقت المحدد.
وشدد المهندس حسن على أن الشركات الإنشائية السورية كان لها الدور الأهم بإعمار سورية في السبعينيات وهي من يعول عليها في الفترة القادمة مؤكداً ان شركاتنا الإنشائية المحلية لا تقل أهمية عن الشركات العالمية لأنها تملك الكفاءات والخبرات الهندسية العالية ولكن يختلف الإنجاز بسبب الإمكانيات المتوفرة ونوعية الآليات المستخدمة.
مهندس التنفيذ في الشركة والمشرف على المشروع مازن الحموي بين لمندوبة (سانا) أن كل برج يحتوي 54 شقة وكل طابق مؤءلف من 4 شقق مساحة كل منها نحو 80 مترا مربعا لافتاً إلى أن الكادر بدأ العمل من الصفر كون المنطقة أرضا خاما حيث قامت الكوادر الفنية باعداد الأعمال الهندسية والرفع الطبوغرافي للموقع وإجراء السبور اللازمة للتربة لمعرفة مدى مقاومتها ثم تم انزال المحاضر وإجراء عمليات الحفر باستخدام “البلدوزارات والقلابات والتريكسات” للوصول إلى المنسوب المطلوب.
وتابع المهندس الحموي: “تم بعدها صب طبقة النظافة حسب الشروط الفنية المطلوبة والبدء بأعمال الحديد للقواعد بارتفاع متر والأعمال تسير بشكل متزامن في المحاضر” مشيراً إلى استخدام الكوادر ميزة تعتبر الأولى على مستوى الأعمال التنفيذية في الأعمال الإنشائية وهي طريقة وصل قضبان الحديد بالتلحيم حيث تتطلب جهدا اعلى ولكنها توفر كميات جيدة من الحديد ومضمونة فنيا وأفضل من طريقة الربط المستخدمة سابقا.
ويعتبر موضوع توفر الآليات الهندسية وقدمها من أهم الصعوبات التي بطأت أعمال الشركات الإنشائية الحكومية خلال السنوات الماضية ولدى لقائنا ضابط حركة الآليات في مشروع الديماس للسكن الشبابي يونس سليمان أوضح أن الآليات اليوم وضعها أفضل نتيجة جهود الوزارة والمعنيين لجلب ورفد الشركات بآليات حديثة تدريجياً ولو كان عددها حاليا قليلا إضافة إلى جهود العاملين في صيانة الآليات القديمة واصلاح أعطالها الكثيرة.
وأشار سليمان إلى أن عمق الحفريات التي نفذتها الآليات يتراوح بين 4 و6 أمتار وأعمال الحفر تستمر بين 10 و12 ساعة بهدف الانجاز بأسرع وقت ويبدأ العمال من الـ 6 صباحاً وحتى الـ 7 مساء.
ختاما لا بد من القول: إنه ليس جديدا على اي شركة من الشركات الإنشائية العامة أن تكون سباقة في إنجاز المشاريع ولكن يبقى عامل السرعة في الانجاز اليوم سيد الموقف كون البلد بحالة نهضة جديدة بعد حرب دامت لـ 8 سنوات ولا سيما فيما يتعلق بمشاريع
السكن الشبابي والعمالي والادخاري التي يعلق الكثير من المواطنين آمالهم عليها منذ سنوات وبانتظار التسليم في الزمن المحدد لنقول اننا بدأنا مرحلة جديدة من التنفيذ الجدي والالتزام بالوقت.