تعود تسمية صابون الغار بهذا الاسم نظرا لوجود "زيت الغار" فيه كمكون رئيسي، و لكون رائحة زيت الغار تطغى على رائحة زيت الزيتون والمكونات الأخرى. صناعة صابون الغار قديمة جدا، تعود إلى قرون قبل الميلاد، وقد أصبحت صناعة احترافية في بداية القرن 16، وانتقلت من حلب وكسب إلى مختلف أنحاء العالم عن طريق الهجرات والتجارة .
يتم تصنيع صابون الغار في فصل الشتاء، أما التجفيف فيتم في فصل الصيف. يتم تصنيع صابون الغار التقليدي بطريقة المعالجة الساخنة، حيث يوضع زيت الزيتون في وعاء كبير، وبالتدريج على شكل دفعات ،تتم إضافة الماء مع الغسول، ويتم تسخين المزيج مع التحريك حتى الغليان بهدف زيادة اللزوجة، تستمر العملية لمدة ثلاثة أيام، ثم في المرحلة الأخيرة يضاف زيت الغار إلى المزيج الأخضرمع التحريك، و تكون نسبته بين 2 و 30% من المزيج حيث تحدد هذه النسبة نوعية وكلفة الصابون.
يتم تسخين المزيج لدرجات حرارة عالية نسبياً تصل الى 200 درجة مئوية و يستمر التسخين حتى ينتهي التفاعل الكيميائي المعروف بـ "التصبن". ثم يترك المزيج الأخضر ذو الكتلة الجزيئية الكبيرة ليبرد ويتماسك وتزداد قساوته حوالي ليلة بعد سكبه على مساحة مخصصة من أرض المعمل، ثم يتم تقطيعه إلى قوالب مكعبة، ويتم وضع ختم المصنع على كل قالب.
على الرغم من التطور الكبير في مجال صناعة الصابون ، إلا أن صابون الغار لا زال يحتفظ بمكانته الخاصة، حتى في استخدامات أخرى غير الغسيل والتنظيف، كاستخدامه في التئام الجروح، ولسع الحشرات وغير ذلك من الاستخدامات الشعبية، ولأمراض جلدية أخرى مثل الحساسية الجلدية.
في مرحلة تبريد الصابون، يمشي العمال فوق الصابون قبل أن يتماسك تماماً بعد أن يربطوا أقدامهم بألواح خشبية لكي يتجانس مستوى سطح المزيج، وضمان توزيع جيد للصابون على الأرض، قبل أن يصبح الصابون صلب يحتاج إلى فترة تناهز ستة أشهر لضمان التجفيف التام، عندها يصبح الصابون جاهز للبيع والتصدير.
إذ يتميز بخلوّه من أي مواد عطرية أو صبغات اصطناعية أو مواد كيميائية، كما أنه مناسب لجميع أنواع البشرة، خاصة الحساسة،وتنهض صناعة صابون الغار في حلب لأن السوريين ما زالوا يفضلونه في الاستحمام وغسل اليدين لما يحتويه من مواد طبيعية وعطور مميزة، كما كان السياح الأجانب قبل نشوب الأزمة يأخذون منه كميات كبيرة إلى بلدانهم كهدايا.
ومن مميزاته احتواؤه على كثير من العناصر المفيدة للبشرة، منها، مضادات الأكسدة، ومضادات الجراثيم، ومطهر، ومضاد حيوي ومضاد للفطريات والحكة، كما يعرف بخصائصه العلاجية والمفيدة، مثل ترطيب البشرة بعمق ومنحها النعومة وتجديدها، ويوصى أيضاً باستخدامه لأولئك الذين يعانون من مشاكل جلدية مثل الإكزيما والصدفية، إلى جانب استخدامه كمضاد للجراثيم في حالة الإصابة بحب الشباب والرؤوس السوداء.