وتتميز القرية التي تقع في أرض بركانية ذات تربة خصبة بانتشار مئات الينابيع التي يبلغ عددها نحو 365 نبعا ومن أشهرها عين أم جرن وأبو اسماعيل وشهاب والصيافة والجمل وسليم وغيرها والتي تشكل مع بيوتها المبنية من الحجارة البازلتية وأشجارها الوارفة الظلال لوحة أخاذة من الجمال والإبداع .

ويشير الباحث في آثار المنطقة  حسن حاطوم إلى أن قرية عيون تعد إحدى قرى جبل العرب الغنية بآثارها التي تروي قصة حضارات مرت على المنطقة وتركت آثارها الضاربة جذورها في عمق التاريخ في كل ركن من أرجاء القرية.

ويلفت  حاطوم إلى أن إعمار عيون قديم ومن أبرز الآثار فيها بقايا معبد وثني من العهد النبطي وبرج أثري وبقايا كنيسة من العهد البيزنطي عبارة عن دير كبير يشمل خمسة منازل أثرية وديرا يطلق عليه مار مارون وهو موقع قديم يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد وكذلك بقايا منازل ذات أبواب حجرية وعدد من الرقم والكتابات القديمة التي قامت دائرة آثار السويداء بترجمتها حيث احتوت معظمها على أسماء كانت متداولة قديما بالإضافة إلى قطعة حجرية قرب برج في الجزء الجنوبي من القرية مكتوب عليها أربعة حروف تشكل كلمة عيون وربما هي عيون المذكورة في ثبت تحوتمس الثالث في النصف الأول من القرن الخامس عشر قبل الميلاد .

كما عثر في عيون على عدد من الخرائب القديمة ونقوش على الصخور التي تتفجر من بينها ينابيع القرية التي تفيض بعد هطول الأمطار وتساقط الثلوج مبشرة بمواسم الخير والعطاء وكان أول من استعمل الينابيع الموجودة في القرية هم الرومان ثم سكنها الأنباط وتركوا فيها الكتابات والبيوت التي لا تزال عامرة بسكانها وتحتفظ بطابعها القديم في معظمها.

ويعمل معظم سكان القرية بالزراعة وأهم مزروعاتها المحاصيل الحقلية بالإضافة إلى الأشجار المثمرة كالكرمة والتفاح .

يشار إلى أن قرية عيون تبعد عن مدينة السويداء نحو 30كيلومترا ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر نحو 1340 مترا ويحدها من الجنوب مدينة صلخد ومن الشرق بلدة عرمان ومن الغرب قرية الكارس.

المصدر: سانا