لم تثنه السنوات الطويلة من الغربة التي قاربت سبع وعشرون عاما عن حبه وشغفه لوطنه الأم سورية، ولم تنسه قسوة تلك الغربة تراب بلاده الذي ولد فيه وعاد إليه وفاء واخلاصا.
من درعا هذه المدينة النائمة في سهل حوران نبغ غرس طيب جميل، فكان سعد شوقي هذا الفنان المبدع الذي تلاعب بالحجر واللون فكان ذلك المبدع الذي اقترب من الله في الحكمة والتصوف،شوقي الذي ربته تلال الشام وصقلته تلال الجزائر فكان الوطني والثائر بريشته وإزميله.
البعث ميديا التقى الفنان سعد شوقي بعد غياب كبير وتحدث عن مسيرته الفنية التي يبدعها في مجالي الرسم والنحت حيث يسعى من خلالها كما قال إلى ايصال قضايا وهموم المواطن العربي ومختلف مظاهر الحضارة العربية الى العالم.
وعبر شوقي بالقول إن معظم أعماله تغلب عليها الصبغة القومية فهو يحمل كأي انسان قضايا الوطن على عاتقه ليجسدها في لوحاته ومنحوتاته. ويتابع شوقي الحديث عن قضايانا المؤلمة، فهو يعمل على معالجة تلك القضايا بهدف احياء الضمير العربي على اعتبار أن الفن بصفة عامة هو تعبير ذاتي وانعكاس وجداني وهو بين هذا وذاك يحمل رسالة معينة ضمن شكل معين.
أنا محرض للدفاع عن قضايا الأمة
ويقول أعتبر نفسي محرضا أحمل فرشاتي وازميلي للدفاع عن قضايا أمتي على غرار الكثير من المبدعين في شتى الصنوف الفنية.
يستنطق الصخر لانارة عتمة المكفوفين.. “أنت عيني”
يعتبر سعد شوقي صاحب الفكرة الاولى والمبادرة النوعية في إنشاء أول معرض للمكفوفين، ويقول: أعتبر هذا الإنجاز فخرا لي وللبلد الذي عشت في ربوعه “الجزائر”، فهو تتويج لعمل دؤوب لم يكن وليد لحظة بل كان نتيجة دراية معمقة أخذت مني وقتا وجهدا كبيرا، وبعضهم اعتبره حلما مستحيل التحقيق لكنني أثبت العكس.
يذكر شوقي لنا ماكتبته الصحف الفرنسية والجزائرية التي اعتبرته “صاحب المبادرات الإنسانية” والتي اعتبرت معرضه النحتي هو الاول من نوعه على مستوى العالم والذي يخص شريحة المكفوفين وكان يحمل شعار “أنت عيني” عرض خلاله مايقارب عشرين عملا فنيا ونحتيا مستخدما “الخشب الحجر الجس البازلت”وكانت قاعة المعرض حينها مجهزة لهذه الشريحة لتمكنهم من تلمس المعروضات ليكون أقوى إحساسا حيث كانوا يقرؤون معانيها من خلال لغة “بريل” امام كل لوحة.
وحول علاقة الفن بالواقع وتجسيد الحقيقة يقول: نحن نأخذ الجوهر مباشرة، فالفنان يرى ما لا يراه الآخرون، أي إنه العين الثاقبة التي من خلالها يسير المجتمع خلفه بكل طمأنينة، فأنا من خلال منحوتة الشهيد “محمد الدرة” أجعل من قسوة النحت صورة أصدق تعبيراً من الكلمات، أنا لم آخذ هذه الصورة الوحيدة بل هي من بين آلاف الصور التي تأتينا عن الشعب الفلسطيني، لذلك على مثقفينا أن يحاولوا التعمق في هذه القضايا من أجل تحريك الوعي العام.
إن عالم الفنان سعد شوقي احلام لا تنتهي ومشاريع تمد الجسور وتمضي دائما لإسعاد الآخرين أينما وجدوا، فهو يعمل جاهدا لتحقيق الانسجام واللقاء بروح الحب والوفاء.
يذكر أن سعد شوقي من مواليد مدينة درعا 1949
خريج كلية
الفنون الجميلة جامعة دمشق 1977
شارك في
معارض في مختلف أنحاء العالم وله مقتنيات في عدة دول
صاحب مبادرة خاصة بالنحت لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن أهم أعماله التي تحمل في مضمونها حب الوطن “وين راحوا_ من تحت الركام كفى _هنا باقون “.