وتشير المعالم الاثرية المتبقية من قبل الميلاد الى أن الايرانيين ومنذ 1500 سنة قبل الميلاد كانوا يستخدمون الجلود لصنع الملابس والأحذية والأدوات الحربية، غير أنه ومنذ 550 عاماً قبل الميلاد، تم استخدام الجلود لصنع الدروع والملابس المدرعة.
كما كان الفرس القدماء يستخدمون جلود الحيوانات كالجاموس والبقر والغنم للكتابة عليها. وكما ورد في بعض المصادر التاريخية، كتاب «الأفستا» (الكتاب الديني للزرادشتية) على اثني عشر ألف قطعة من جلود البقر. هذا وأن الكتابات المنقوشة على الجلود والتي تم العثور عليها في منطقة «اورامان» بكردستان الايرانية والمعروضة اليوم في المتحف البريطاني، تدلّ على استعمال الجلود لأغراض الكتابة في العهد الأشكاني.
وقد ازدهر انتاج انواع الجلود والمتاجرة بها خلال العصر العباسي في جميع أرجاء الأقطار والأقاليم الاسلامية، حيث كانت جلود الحيوانات المختلفة تستخدم لصنع الملابس الجلدية ومقابض السيوف وبطانة الحذاء والملابس الشتوية وكذلك اللجام والدواسة والقربة اضافة الى تجليد الكتب وتذهيبها. وتشير الدراسات والأبحاث التاريخية الى الازدهار في تجارة الجلود والفراء في هذا العصر واستخداماتها المتنوعة.
شهد العصر الصفوي ازدهاراً واسعاً في سوق الجلود وباقي الأنشطة المتعلقة بها. هذا وكانت المدن الايرانية تنتج كميات وفيرة من أنواع الجلود في العهد القاجاري. وكانت مدينة همدان آنذاك تتصدر هذه المدن في انتاج نوع خاص من الجلد يعرف «بالجلد الهمداني» الذي يؤخذ من جلود الأغنام.
جدير بالاشارة الى أن مستشار ناصر الدين شاه القاجاري اميركبير قام في عام 1267 بارسال قطع من الجلود الى معرض لندن. الى ذلك، شهد هذا العصر ازدهاراً كبيراً، حيث كان يتم تصدير الجلود والفراء من معظم المدن الايرانية الى الاسواق العالمية مثل روسيا القيصرية والامبراطورية العثمانية والهند.
وتأتي بعد همدان، مدينتا تبريز واصفهان اللتان لعبتا دوراً مهماً في انتاج الجلود وتصديرها الى الخارج.
بني أول مصنع لانتاج الجلود في ايران عام 1308 هـ . ش بمدينة تبريز، تلتها مدن أخرى كهمدان وطهران واصفهان.