بين رسلان خضور ( أستاذ في كلية الاقتصاد جامعة دمشق) في تصريح لجريدة «الأيام» أن السؤال الأهم في ملف الإعمار هو أين سنتجه في إعادة الإعمار؟ فلكي أعيد بعض الأصول المدمرة سواء أصول إنتاجية أو سكنية، فالأمر يتطلب جرعة أولى تستهدف بناء المصانع والمعامل؛ وعندما تدور عجلة الإنتاج فإنها تولد دخول، تمكن من تمويل عملية إعادة الإعمار بنفسها، وبالتالي فإن الدفعة الأولى يمكن أن تقدر بحدود عشرات المليارات من الدولارات، أو لنفترض 100 مليار دولار خلال أول سنتين، كما أن الاقتصاد السوري غير قادر على استيعاب مئات المليارات خلال فترة قصيرة، بل يفضل أن يكون لدينا تصور خلال5 أو 10سنوات بحسب سلم الأولويات.

ونوه خضور إلى أن الأرقام التي تصدرها الأمم المتحدة مبالغ فيها لأسباب سياسية لكي تظهر الدولة السورية بأنها غير قادرة على إعادة الإعمار، وبالتالي لابد من الاستعانة بالمنظمات الدولية، أي الوقوع تحت شروط صندوق النقد الدولي. وأوضح خضور أننا نحتاج في البداية إلى «قادح نار» بعشرات المليارات من الدولارات لكي تدور العجلة الإنتاجية، لكن ضمن رؤية واضحة لدى لجنة إعادة الإعمار، مضيفاً «أنا شخصياً لا أرى أن هناك رؤية واضحة لديهم، وهم مخطئون إذا قالوا بأنه من المبكر الحديث عن تكاليف إعادة الإعمار، فالجهات الخارجية تجهز نفسها لمرحلة إعادة الإعمار، في حين أننا لم نضع رؤيتنا وتصورنا، وبالتالي فإن الدول الخارجية وحتى الأصدقاء الروس والإيرانيين والصينيين سيبنون ويعيدون إعمار بلدنا وفقاً لأهوائهم». وختم خضور بالقول «لا يوجد شيء مجاني وهناك مصالح مشتركة، لكن على الأقل أن نعرف مصالحنا وأولوياتنا، ولا مشكلة لو استثمرت الشركات الروسية في الموارد الطبيعية فالأهم هو طبيعة العقود وأن يكون هناك توازن مصالح حتى مع الأصدقاء».