وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب تيم اندرسون إلى أن سورية تعاملت بكثير من الذكاء مع جائحة كورونا ونجحت إلى حد بعيد في احتوائها مع ضرر قليل وبأقل عدد من حالات الإصابات والوفيات مقارنة بدول المنطقة والعالم.
وقالت: لم يكن هذا بسبب الحظ ولا عن طريق ممارسة الأسلوب السويدي بعدم التدخل بل على العكس جاء من خلال الاستجابة السريعة والحاسمة للحكومة السورية التي أخذت تهديد الفيروس على محمل الجد وقامت بالتواصل والحفاظ على الثقة مع الشعب السوري وفرضت ضوابط حجر صحي قوية بداية الأمر ولكن مع إبقائها مرنة قدر الإمكان كما أنها فرضت تدابير الحجر الصحي بسرعة حتى قبل اكتشاف العدوى الأولى بوقت طويل.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة السورية شكلت لجنة طوارئ لمتابعة الأمر ووضعت خطة عمل وطنية لمواجهة الفيروس إلى جانب تطوير مجموعات التشخيص ومرافق الحجر الصحي وتدريب الطاقم الطبي حتى قبل اكتشاف أي حالة مصابة بالفيروس.
بعد فترة وجيزة من اكتشاف الحالة الأولى، فرضت الحكومة حظر التجول ليلا، لمنع التجمعات الكبيرة، مع أنه نادرا ما تم اللجوء إلى فرض حظر التجول حتى خلال تسع سنوات من الحرب.
وتساعد هذه الاستجابة السريعة في تفسير سبب وجود أقل من 200 حالة إصابة حتى 18 يونيو و7 وفيات فقط في سورية، هذا على الرغم من حقيقة أن البلاد لا تزال محتلة من قبل ثلاثة جيوش أجنبية وجماعات إرهابية تابعة لها.
وأكدت الصحيفة أن النهج السوري العام مشابه للمقاربة الكوبية حيث كانت هناك معلومات يومية من السلطات الصحية وتم فرض تدابير حجر صحي قوية حتى قبل الكشف عن العدوى كما فرضت عمليات إغلاق شديدة على أماكن وجود العدوى.
وأشارت الصحيفة إلى أن سورية حققت أفضل النتائج في المنطقة ورغم أنها تواجه "حصار إبادة جماعية" مفروضا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلا أنها كانت قادرة على الدفاع بشكل فعال عن الصحة العامة، فلم تبق مكتوفة الأيدي مثل بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني بانتظار "حصانة القطيع" أو عندما قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب إن الطقس الأكثر دفئا سيقتل الفيروس، بل تصرفت الحكومة السورية بسرعة وحزم لحماية الشعب السوري.
المصدر: American Herald Tribune