في المهرجان البيئي الثاني .. هل تكفي عدة أيام فقط لاستنهاض الوعي البيئي ..؟

الخميس 8 نوفمبر 2018 - 11:40 بتوقيت غرينتش
في المهرجان البيئي الثاني .. هل تكفي عدة أيام فقط لاستنهاض الوعي البيئي ..؟

تكريس الوعي البيئي والاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها لا شك هو امرهام ومن الضروريات الملحة في وقت تتزايد فيه يوميا نسب التلوث البيئي وتتدهور المساحات الخضراء ونلحظ التعدي الجائر على الغابات وازدياد كتل البناء على حساب المساحات الخضراء.

ولأهمية البيئة والمحافظة على بيئة نظيفة تنعكس صحة وسلامة على حياة الفرد يتم كل عام في الاول من تشرين الثاني الاحتفال بيوم البيئة عبر العديد من الفعاليات والأنشطة التي تتركز على البيئة من مختلف جوانبها وتعزيز مفاهيمها.‏

فهل نحتاج الى يوم ومناسبة لتذكيرنا بأهمية البيئة والحفاظ عليها وهل الفعاليات التي تقام لجهات عدة وتنتهي خلال ايام كافية لتعميق الوعي البيئي لدى الجميع ومن مختلف الشرائح العمرية وأين هو دور الجهات المعنية في تعزيز الدور والوعي لأهمية البيئة وما مدى التشاركية بين جميع الجهات والقطاعات للوصول لبيئة نظيفة وحماية لأشجارنا وغاباتنا والاستفادة من جميع الاشجار باستثمار ها في صناعات طبيعية عدة خالية من التلوث وتنعكس صحة على البشر ،واستخدامات الطاقات البديلة والمتجددة..‏

اسئلة كثيرة ومشاهدات ملفتة ومتميزة لا شك يسجلها كل من حضر  فعاليات المهرجان البيئي الثاني تحت شعار (بيئتنا نحمي...وطننا الغالي نبني ) على مدى خمسة ايام وتضمن العديد من الانشطة والعروض التي أقيمت بالتعاون بين وزارة الادارة المحلية والبيئة ومديرية البيئة في محافظة دمشق وبمشاركة واسعة للعديد من الوزارات  والجهات والمؤسسات والمنظمات والاتحادات والفرق التطوعية .‏

إعادة تدوير‏

والملفت في المهرجان ان إعادة تدوير مخلفات البيئة والاستفادة منها في المنزل وأماكن اخرى وفي التزيين واستعمالات متنوعة بدا واضحا جدا عبر مشاركات كثيرة لطلاب المدارس من دمشق من جميع الصفوف الدراسية ولطلاب مدارس ابناء الشهداء ومشروع بكرا النا وجهات عدة كثيرة ومنها اعمال تدوير مخلفات البيئة وورشات عمل لأعمال الكروشيه والتطريز ورسم الكنفة وتصميم ازياء وخياطة وحرق على الخشب وإعادة تدوير عبوات البلاستيك وتنسيقات زراعية من اعادة التدوير .‏

في جناح طلائع البعث المشارك في المهرجان بين المشرفون والمشاركون اهمية الحفاظ على البيئة والوعي لدى طلاب المدارس للاهتمام بهذا الامر والمحافظة على بيئة المدرسة والحدائق والشوارع وتقليل الهدر والاستفادة من الطاقات والاستفادة من مخلفات البيئة في اعادة التدوير وصنع اشكال ونماذج تفيد في استعمالات اخرى ،اذ يشارك في المعرض ثلاث عشرة مدرسة والأعمال المنجزة بإشراف المعلمين وتنوعت للاستفادة من جميع المواد التالفة لخلق بيئة نظيفة وتظهر ابداعات الطلاب ومواهبهم المتميزة والتي تحتاج لمزيد من الاهتمام والتحفيز والتشجيع للطلاب لتنمية هذه المواهب واستثمارها بالشكل الجيد.‏

حضور للمرأة‏

امل الصائغي من نقابة عمال دمشق أوضحت دور المرأة الهام في الحفاظ على البيئة  فالمرأة السورية لها حضور وصمدت خلال الفترة الماضية وواجهت صعوبات عدة جعلتها تدير امورها وتدبر سبل عيشها وتستفيد من مخلفات البيئة لاقتصاد منزلي متماسك . والمشاركة في المعرض كانت عبر تدوير النفايات والاستفادة من الاقتصاد المنزلي والأعمال المشاركة من نتاج دورات تم تدريب المشاركات فيها على اعمال التدوير من خياطة وعبوات بلاستيك ورفوف منازل ولوحات من توالف البيئة وأعمال التقانة وهي عبارة عن اقمشة تالفة وخياطة يدوية .‏

وفي جناح المرأة الريفية لريف دمشق كان ابرز المعروضات اعمال الكروشيه والصوف وأعمالاً يدوية وخيزران ومنتجات غذائية وأعمالاً نادرة غير موجودة في الاسواق وذلك بهدف احياء التراث وإبراز دور المرأة  وقدرتها وإبداعها في هذا المجال. ‏

ولذوي الاحتياجات الخاصة كان لهم حضورهم ومشاركتهم عبر العديد من الاشغال اليدوية من اعادة تدوير مخلفات البيئة التي ابرزت مواهب وقدرة المشاركين في المعروضات رغم انهم من ذوي الاحتياجات الخاصة  وبمشاركتهم يؤكدون انهم مثلهم مثل الاخرين.‏

حراج‏

ولمديرية الحراج في وزارة الزراعة كان لها حضورها حيث بين المشرف على المعروضات اهمية يوم البيئة كعيد وطني للبيئة وأهمية المشاركة في مهرجان البيئة فهي فرصة مهمة لنشر الوعي البيئي وإبراز اهمية الغابات في سورية علما ان مساحتها صغيرة لذلك يجب الحفاظ عليها وإظهار اهمية الغابة وأدوارها البيئية والمهددات التي تتعرض لها الغابة من حرائق واحتطاب ورعي جائر ، وتم عرض نماذج من بذور حراجية نادرة غالبا تكون في المواقع الغابوية البعيدة وتوزيع غراس حراجية للمساهمة في زيادة المساحة الخضراء ،وتعمل الوزارة عبر خططها على زيادة الرقعة الحراجية من خلال خطط التحريج وإنتاج الغراس وإعادة تأهيل المناطق الغاباوية التي تعرضت للتدهور .‏

اشجار الغار حاضرة‏

ولأشجار الغابة فوائدها الكثيرة فهي من اهم الانظمة البيئية المرتبطة بحياة الانسان وتلعب دورا في دعم الاقتصاد الوطني كبقية الثروات الطبيعية وتنتج مواد هامة لاغنى عنها ،وتعد شجرة الغار من الاشجار الهامة واستثمارها يحقق العديد من الفوائد،حيث كانت منتجات هذه الشجرة حاضرة في جناح مديرية سياحة دمشق حيث بين مشرف الجناح نبيل خضور أن المعروضات تنوعت مابين الكثير من منتجات هذه الشجرة في صناعة الصابون برائحته الزكية من زيت الغار وصناعة سائل الجلي والشامبو والمنظفات والمواد المعطرة والمفيدة كونها من منتجات طبيعية تفيد الانسان والبيئة عموما.‏

وبهدف التعريف بأهمية استهلاك كل ما هو طبيعي وإعادة استخدام المواد الطبيعية شاركت وزارة السياحة عبر سياحة دمشق في المهرجان حيث بينت المشرفة على الجناح ان المشاركة عبر مجموعة معارض بيئية توعوية من خلال عرض بعض الحرف التراثية التي تعتمد مواد طبيعية في صناعتها من خشب وقش وحرير وصدف ونحاس وغير ذلك بالتنسيق مع فرع دمشق لاتحاد الحرفيين وعرض بعض الاعمال والصناعات من منمنمات خشبية وإعادة تدوير اقمشة وصابون طبيعي ومنتجات غذائية ومنتجات عسل وأعمال فنية من الورد المجفف والصنوبر وأعمال الكروشيه ومشروع كفافي لدعم العائلات المنتجة لأعمال يدوية اضافة لمأكولات تراثية دمشقية وعرض بعض النباتات الطبية والعطرية البرية والمزروعة الخاصة بالبيئة السورية وبروشورات متخصصة حول نباتات البيت الدمشقي والوردة الدمشقية وأقراص ليزرية سياحية حول سورية وطريق الحرير ودمشق.‏

ولفتت فاتن الحصري مشاركة في الجناح لأهمية مشاركتها في يوم البيئة عبر معروضات تمثل عمل المرأة في مجالات الخياطة وأعمال الصوف والكروشيه والأشغال اليدوية المتنوعة.‏

نحالة سورية‏

وبمنتجات متنوعة من مختلف انواع العسل ومنتجات خلية النحل  كان ملفتا في الجناح المشاركة بهذه المنتجات حيث شرحت النحالة السورية ملك حلاق اهمية مهنة العمل في النحالة فهي مهنة ممتعة رغم صعوبتها ومدرة للدخل وبسبب ظروف قاهرة اضطرت لممارسة هذه المهنة وأخذت تتعلمها تباعا حتى امتهنتها وحافظت عليها كونها هي مهنة العائلة لدرجة انها استقالت من وظيفتها واتقنتها جيدا وتم توسيعها وزيادة استثمارها ومردودها،‏

كما أن النحل مفيد جدا للبيئة وللفلاح اذ يقوم بعملية الإلقاح للمحصولات الزراعية وعندها يزيد انتاج الفلاح فالنحل مرتبط بالبيئة وضروري للمحافظة على البيئة ،وشجعت النساء على امتهان مهنة النحالة فالمرأة السورية قادرة على العمل والعطاء في جميع المجالات والمهن.‏

في الوعي البيئي‏

وحول دور وزارة الادارة المحلية والبيئة في تعزيز الوعي البيئي بين معاون وزير الادارة المحلية وضاح قطماوي للثورة ان الوزارة تعمل على تكريس العمل للاهتمام بموضوع البيئة وفق احكام قانون البيئة رقم 12لعام 2012ودورها في كل القطاعات دور واسع يبدأ بالتوعية وينتهي بالرقابة وتطبيق القانون على المخالفين بقطاع البيئة اضافة للتشاركية مع كافة الوزارات المختلفة من موارد مائية وصحة وزراعة عبر نشاطات الحفاظ على سلامة البيئة والمواد الطبيعية بشكل عام بما ينعكس ايجابا على صحة المواطن ،وللوزارة نشاطات مختلفة ولا تعمل فقط على التوعية وهناك مشاريع تتم متابعتها مع مديريات البيئة في المحافظات واتفاقيات دولية يتم من خلالها التنسيق والعمل على تحقيق اهداف التنمية المستدامة في سورية والتنمية البيئية بشكل خاص وسورية تنضم لجميع الاتفاقيات الدولية التي تعنى بالبيئة عموما والحفاظ على بيئة امنة ونظيفة .‏

ولفت معاون الوزير الى ان موضوع البيئة هو عمل وممارسة وثقافة يومية ولا تنحصر بيوم فقط ويوم البيئة هو لتكريس هذا الواقع ونشر الوعي بشكل مكثف وإيصال الرسائل للمواطنين،و على مدار العام يوجد نشاطات مستمرة من مراقبة مصادر المياه والحفاظ عليها من التلوث ومراقبة تدهور الاراضي وإيجاد الحلول لها وترميم ما تم استهدافه من العصابات الارهابية المسلحة من التخريب وقطع الاشجار والتعدي عليها والكثير من ذلك.‏

وأشار معاون الوزير الى انه تم تشكيل لجنة وطنية تضم وزارات الصحة والاقتصاد والصناعة اضافة لوزارة الادارة المحلية والبيئة لوضع الاسس السليمة لتوضيح الاستخدام الامثل لمادة البلاستيك ومحاولة التقليل من استخدامها ،ووضع اشارات على العبوات التي تكون صالحة للاستخدام للمواد الغذائية ومدى امكانية اعادة تدويرها للاستفادة منها . واللجنة حاليا باشرت اعمالها وقريبا ستضع التوصيات الهامة لتعميمها على كافة الجهات ،مؤكدا على اهمية العمل التشاركي في مجالات البيئة حيث لا يمكن لجهة واحدة ان تعمل بمفردها وبالوعي والتعاون يمكن تحقيق جميع الاهداف للوصول لبيئة امنة.‏

بيئة دمشق‏

وأوضحت مديرة البيئة في محافظة دمشق المهندسة وديعة جحا اهمية البيئة والعمل لأجلها ويوم البيئة هو تكريس للاهتمام البيئي وتعزيزه وعمل المديرية مستمر  بالتعاون مع مختلف الجهات نحو بيئة صحية ونظيفة والمهرجان البيئي يأتي لتعزيز الاهتمام بالبيئة عبر ما تضمنه من فعاليات وحملات تشجير وورشات عمل ومعارض فنية وبيئية ومعرض منتجات المرأة الريفية وعروض ازياء من مواد الطبيعة وكرنفالات بيئية وماراتون رياضي وأزياء شعبية وحملات نظافة وتوعية بيئية وإزالة الملصقات وتكريم الاطفال المشاركين وتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية.‏

 

المصدر

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019