من المعروف أن التعريف اللغوي للفكر هو إعمال الخاطر في الشيء وهو أيضاً إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منها معرفة ثالثة وهو أيضاً ذلك التأمل المجدي الذي يمكننا الاستنتاج من المقدمات أو الوقائع وطبعاً يعتبر التفكير هدفاً تربوياً يسعى القائمون على المؤسسات التربوية تنميته لدى الناشئة وذلك لأنه يصقل عقولهم ويتجه بها نحو الاستخدام الأمثل للفرص المتاحة في أي مجال من مجالات الحياة..
وبالطبع إن القدرات العقلية عديدة ومتنوعة عند الإنسان مثل القدرة على الإدراك والقدرة على التذكر والقدر على التخيل والقدرة على الاستنباط والاستنتاج والقدرة على التحليل والقدرة على التركيب والقدرة على الاستقراء والقدرة على التكيف والقدرة اللغوية والقدرة الكتابية والقدرة العددية أو الحسابية والقدرة العملية والقدرة الفنية أو الجمالية وغيرها، وهذه القدرات في تنوعها تحتاج إلى تنميتها لدى الأفراد من خلال جوانب التعليم والمعرفة المتعددة وبالطبع إن
اللغة العربية وعلومها المختلفة تأتي في مقدمة تلك الجوانب من حيث إنها تنمي عند المتعلم قدرات عقلية متنوعة كسعه الخيال وخصوبته وفهم مرامي الكلام وتأويله ولحنه ومغازيه وإدراك الحكمة والتمثل بها قولاً وعملاً ولذلك تم الربط في هذه
اللغة بين الرأي والأدب حيث قيل أن الرأي لا يكمل بغير الأدب ولا يكمل الأدب إلا بالرأي وذلك لأن الأدب هو وسيلة التعبير الأكثر إيضاحاً لمقدار العقل..
كما أن
اللغة في أحد وجوهها تمثل ذلك الجسر الذي يصل بين الحياة و
الفكر من حيث إنها مصدر قوي لتنمية آفاق تأملاته بقواعدها الرصينة وصورها البلاغية الشائقة وأدبها المتألق.