صناعة الحرير اليدوي ميزت سورية على مدى قرون

الإثنين 15 مارس 2021 - 10:55 بتوقيت غرينتش
صناعة الحرير اليدوي ميزت سورية على مدى قرون

تميزت سورية منذ القديم بصناعة النسيج، وازدهرت فيها بشكل خاص صناعة الحرير في إحدى فترات هذا القرن. وصناعة النسيج بشكل عام والحرير بشكل خاص.

هي صناعة يدوية ميزت شعب هذه البلاد على مدى قرون من الزمن. فعندما نذكر كلمة (بروكار) أو (دامسكو) مثلاً، يتبادر إلى الأذهان مباشرة اسم دمشق.

وفي القرن التاسع عشر (العام 1870) كان عدد الأنوال في دمشق (3000 نول) وفي حلب (6000 نول)، أما عدد العاملين في نسج الحرير فكان (20000 عامل) في دمشق و(30000 عامل) في حلب.

وأدى زلزال العام 1822 ووباء الطاعون العام 1828 والكوليرا 1832 إلى قتل عدد كبير من سكان حلب؛ ومن (12000نول) لحياكة الحرير كانت في حلب لم يبق أكثر من (1000نول) فقط.

 ثم تراجعت هذه الصناعة حتى بلغت الحد الأدنى لها في بداية القرن العشرين؛ حيث كان أكثر من 90% من حرائر سورية يذهب إلى فرنسا عن طريق مرفأ بيروت ثم مرفأ مرسيليا. وقد توزعت زراعة التوت في المناطق السورية الغربية: جبل لبنان – البقاع – ضواحي المدن الساحلية.

وتراجع إنتاج الحرير بعد الحرب العالمية الأولى وارتفعت أسعار منسوجاته بما يعادل ثلاثة أضعاف ما كانت عليه.

ازدهرت صناعة الحرير ما بين السنوات 1920 و1926 حيث كان يتم تصريف خيط الحرير السوري الجيد على شكل شرانق إلى مدينة ليون الفرنسية التي كانت تشتهر بصناعة الحرير.

وفي أثناء الانتداب الفرنسي في الثلاثينات أصيب الحرير في سورية بنكسة، حيث كانت هناك أزمة اقتصادية عالمية، فأفلس أناس كثيرون ومنهم من كان يعمل في الحرير.

في أثناء الحرب العالمية الثانية، عادت صناعة الحرير في سورية إلى الانتعاش الضئيل حيث استخدمت خيوط الحرير لصناعة المظلات للطيارين. ثم عادت وازدهرت صناعة الحرير أثناء الوحدة بين سورية ومصر 1958-1961 حيث كانت مصر سوقاً لتصريف الحرير السوري. وجاء الانفصال، فتراجع سوق الحرير.

في الوقت الحاضر، ارتفعت أسعار اليد العاملة، فساهمت في تراجع تربية دودة الحرير في بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط

والحرير ألياف لامعة (مواد خيطية) تستعمل في صناعة الملابس وللحرير بريق طبيعي لا يتوفر إلا في القليل من الألياف الأخرى ولهذا يسمى الحرير ملك الألياف. تصنع ألياف الحرير من شرانق زاحفة تسمى دودة القز (دودة الحرير) وهناك حيوانات أخرى كثيرة مثل العنكبوت وحشرات أخرى تنتج خيوطاً حريراً لكن خيوطها غير اقتصادية بحيث يمكن تحويلها إلى أقمشة.

يعتبر الحرير من أقوى الألياف الطبيعية حيث أن خيط الحرير أقوى من شعيرة من الفولاذ لها القطر نفسه. والحرير ذو مرونة عالية عند شده والملابس الحريرية خفيفة الوزن جداً وأدفأ من الملابس القطنية أو المصنوعة من الكتان.  تعتبر الصين من أكثر الدول إنتاجاً للحرير.

مصادر الحرير: الحرير الطبيعي نوعان: -الحرير المزروع: ينتج الحرير من دودة القز الذي يربى على أوراق التوت.

-الحرير البري (التوسة): و ينتج من دودة القز الذي يتغذى على أوراق البلوط. ويصعب تبييض حرير التوسة لأن لونه الطبيعي بني أو أصفر غامق كما أنه أقل لمعاناً من الحرير الطبيعي.

مراحل صناعة الحرير:

اللف: بعد قتل اليرقات يقوم عمال الحرير بتفكيك (لف) خيوط الحرير في مصانع كر الحرير بعدة خطوات معينة للفه حول بكرات خاصة ليشكل حزم مؤلفة من 10 – 30 خصل وتصل كتلتها ما يقارب 60 كغ.08

القذف: بعد عملية اللف يصبح الحرير الخام أكثر قوة ويقوى الحرير بعملية اللف أو اللي ليزيد مقاومة الخيوط من أجل عملية النسج فيما بعد.

الغلي والوزن: تقوم هذه العملية بإزالة بقايا السائل الصمغي (السرسيون) من أجل كشف جمال الحرير الطبيعي حيث يصبح لونه أبيضاً بلون اللبن.

الصباغة: يمكن صباغة الحرير جيداً بصبغية زاهية قبل نسجه وبعض أنواع الحرير تتم صباغته بعد النسج.

النسيج: يتم نسج خيوط الحرير في أنوال كأنوال القطن والصوف وتعرف بأنوال الجاكار (البروكار).

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019