لطالما جسدت المرأة السورية مصدر الإلهام للفنان المبدع، وذلك لتفانيها في الحياة، وصبرها على الشقاء وحبها للتضحية في كل الأوقات في السلام كما في الحرب، مع أسرتها ومحيطها في عملها وبيتها ووطنها. فكانت مصدرا غنيا للإبداع عند جميع الفنانين ..فكيف إن جسدت بشكل واضح حقائق عظيمة لا تضاهى، وقد جسد كل ذلك بشكل جلي عبر المعرض الفني، الذي أقامته الفنانة التشكيلية سوسن حاج إبراهيم، حيث صور المعرض بلوحاته الكثيرة التي تجاوزت الأربعين لوحة حالات المرأة السورية وتجليات القدسية والكفاح والعمل والتضحية، كما تجليات الفرح والإرادة، فتمكنت من أن تنقل كل ما تعنيه هذه المرأة، وكيف هي قادرة على أن تكون الرمز لكل شيء سامي في الحياة.. بدء من البطولة إلى القوة إلى العطاء، إلى الحب والتسامح والسلام، فالمرأة السورية غنية في عوالمها كغنى الحياة... من هنا كانت دوما نبراسا ورمزا للجمال، الجمال الذي يحمل بين تفاصيله كل المعاني الايجابية والقيم النبيلة، فهي بالرغم من كل ماعاشته من مآسي الحرب، استطاعت أن تبقى الرمز الأجمل، الذي يمنح الحب والعطاء والفرح للأخريين .. وقد مرت الفنانة بأساليبها التعبيرية العديدة وألوانها وخطوطها على حالات أنثوية لا تعد ولا تحصى، كي تشكل اللوحات بحد ذاتها عالما من الإبداع، قادرا على تصوير الوقائع مهما قست بشكل جمالي منقطع النظير، ليصنع الرؤيا الحقيقية حول المرأة كأم وأخت وزوجه، قادرة على صنع الحياة الأجمل بحبها للعطاء، ليكون المعرض من جهة أخرى ما تعنيه المرأة السورية بكل عطائها...