وتعتبر مائدة هفت سين أبرز رموز عيد النوروز "تعني اليوم الجديد" وتوضع عليها سبعة أشياء تبدأ جميعها بحرف السين مثل: “ سبزه‘‘ أي الخضرة، و’’سركة‘‘ نوع من الخل، و’’سنجد‘‘ أي ثمرة برية يشبه العناب، و’’سمنو‘‘ نوع من الحلوى الإيرانية ، و’’سيب‘‘ أي التفاح، و’’سير‘‘ أي الثوم، و’’سماق‘‘ نوع من البهار.
ولجميع هذه السينات السبع الموضوعة على المائدة مفهوم خاص، على سبيل المثال: التفاح رمز الجمال والسلامة البدنية وسنجد طبقاً لإحدى الروايات المنقولة رمز للعشق والمحبة والخضرة رمز لربيع الحياة وسمنو رمز للبركة والمسكوكة رمز للرزق والمعاش والثوم رمز للشفاء والسلامة.
وقد تعوض واحدة من هذه الأشياء بشيء آخر يبدأ بالسين مثل «سنبل» أي سنبلة.
وتعد مائدة "هفت سين" (السينات السبعة) جزء لا يتجزأ من النوروز. كما أن العمل لإعداد وتحضير وسائل وأدوات مائدة السينات السبعة بما في ذلك زراعة الخضرة ووضع السمكة الحمراء في قدح ماء صغير وتحضير طعام "السمنو" الذي يحضر من القمح المهروس، جزء من ذكريات الايرانيين الذين يريدون استقبال عيد النوروز.
من أهم وأجمل طقوس عيد النوروز هي مائدة الـ "هفت سين" وهذا التقليد هو من التقاليد القديمة جداً لدى الشعب الإيراني وبعض شعوب المنطقة وبعد دخول هذه الشعوب الإسلام وجهت هذا التقليد وجهة اسلامية فلا تجد مائدة "هفت سين" في بيت مسلم خالية من كتاب الله القرآن الكريم.
وكان الإیرانیون يقرأون القرآن على المائدة كما يقرأون دعاء تحويل السنة القديمة الى الجديدة وهو: "یا مقلب القلوب و لابصار ویا مدبر اللیل والنهار یا محول الحول والاحوال حول حالنا إلی احسن الحال.
وكل سين من السينات السبع ترمز إلى إحدى الملائكة (سبنتا) حسب المعتقد الزرداشتي وإضافة إلى ذلك تحتوي المائدة في العادة على مرآة ونسخة من ديوان الشاعر الإیراني حافظ الشيرازي و أنواع مختلفة من الفواكه والحلويات والمكسرات وعدد من البيض الملون.
وتعتبر سفرة السينات السبع من التقاليد الحصرية لدى الإيرانيين لاستقبال الربيع.
يُذكر أن هذه التقاليد توجد في بعض الدول حول إيران مثل العراق وخاصة في إقليم كردستان العراق وأفغانستان وطاجيكستان وأوزبكستان والدول التي كان لها تاريخ يربطها بإيران.