وذكرت صحيفة "البعث" عن المصادر دون الكشف عن هويتها، إن الوزارة تستعد لاتخاذ قرارات جديدة تتعلق بمادة الخبز التمويني، ومن المتوقع أن تقضي هذه القرارات إلى تخفيض وزن الربطة من 1100 غرام إلى 1000، أو تصحيح الكميات المخصصة للعائلات عبر البطاقة الإلكترونية وفقاً لعدد أفراد الأسرة.
وتابعت المصادر إن الخيار الثالث الأقل حظاً في التطبيق، هو زيادة سعر الربطة من 200 إلى 300 ليرة سورية، بينما قد يتم تطبيقه بالتوازي مع أحد الاحتمالين الآخرين.
وتأتي هذه الإجراءات، بعد أن أوقفت الوزارة تزويد المحافظات بمخصصات إضافية، وإبلاغ المحافظات بضرورة الالتزام بمخصصاتها من دون طلب زيادة، فيما عدا التوجه لتخفيض مخصصات المادة بنسبة 10%.
وأعلنت الوزارة في 4 تموز (يوليو) الحالي عن منع الأفران من التصرف بالنسبة المسموح بها للبيع خارج البطاقة والتي تقدر بنحو 3%، وإلزامها بتخريج كامل الكمية عبر أجهزة نقاط البيع.
ورجحت المصادر أن يتم تخفيض وزن ربطة الخبز إلى ألف غرام، حيث تمكن هذه النسبة من توفير نحو 400 طن دقيق يومياً، بالتوازي مع مقترح لرفع سعر ربطة الخبز إلى 300 ليرة سورية، الأمر الذي يسهم في سد العجز بنسب بسيطة.
وبحسب الموازنة العامة التي أقرتها الحكومة السورية لعام 2022 والمقدرة بـ13 تريليون ليرة و325 مليار ليرة، خُصص مبلغ 5 تريليونات و529 مليار ليرة للدعم الاجتماعي الذي يشمل القمح والمحروقات والسكر والأرز، منها 2.4 تريليون ليرة لدعم الدقيق التمويني لوحده بحس وزير المالية كنان ياغي.
وعن مبررات الوزارة في إجراءاتها، قالت المصادر إن التغيير المناخي وانخفاض إنتاج الغذاء العالمي، وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية وكلف النقل، فضلاً عن مخاوف انقطاع الإمدادات، جميعها عوامل تدفع لاتخاذ إجراءات تثبت الأمن الغذائي وتضمن توافر المادة في أصعب الظروف، خصوصاً أن مادة الخبز أساسية في النظام الغذائي للأسر السورية.
وتستهلك سورية 2.5 مليون طن من القمح سنوياً، يتم تأمين بعضها من القمح المحلي فيما تستورد الباقي من روسيا، وذلك بعدما كانت مكتفية ذاتياً قبل الأزمة بإنتاج يصل إلى 4 ملايين طن سنوياً مع إمكانية تصدير 1.5 مليون طن منها.
وفي ذات السياق، كشفت المصادر عن وجود دراسة لإعادة توزيع مخصصات الشرائح عبر البطاقة الإلكترونية، وتخفيض مخصصات الأفراد وفقا لمعايير عالمية من دون التأثير في المستوى الغذائي لهم.
وبموجب الدراسة من المتوقع أن يتم تخفيض حصة البطاقة لشريحة الشخص الواحد من 4 ربطات أسبوعياً إلى 3 ربطات أسبوعيا، وشريحة الشخصين من 6 ربطات إلى 5 ربطات أسبوعياً، بحيث تكون حصة الفرد نحو 392 غرام.
وفيما يخص البطاقة لشريحة 3 أشخاص فمن المتوقع زيادتها من 7 ربطات أسبوعيا إلى 8 ربطات أسبوعياً، لتأمين الحاجة الغذائية اللازمة، بحيث تكون حصة الفرد نحو 419 غرام يومياً.
وبالنسبة للبطاقات التي يصل عدد الأفراد فيها إلى 14 شخصاً، فسيتم تخفيض مخصصاتها من 36 ربطة أسبوعياً إلى 32 ربطة أسبوعياً.
ويأتي الحديث عن تعديل كمية ووزن ربطة الخبز، بعد أن أكدت مديرة "التخطيط والتعاون الدولي" في "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" روزالي سعدو لموقع "البعث ميديا" في 4 تموز الحالي، أن من ضمن خطط الوزارة لتحسين منتج الخبز إدخال مغذيات دقيقة ترفع القيمة الغذائية وتحسن الواقع الغذائي.
وعدلت "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، جدول توزيع الخبز التمويني، وحدّدت فيه الأيام المخصصة لكل شريحة حتى تحصل فيها على مخصصاتها من الخبز، دون أي تعديل على كمية المخصصات الأسبوعية، التي بقيت 4 ربطات أسبوعياً للشريحة الأولى، و36 ربطة للشريحة الأخيرة.
وأُدرج الخبز في منتصف نيسان 2020 إلى قائمة المواد الموزعة عبر البطاقة الذكية، مع تخصيص 4 ربطات خبز يومياً لكل أسرة مهما بلغ عدد أفرادها، قبل أن يُعتمد مبدأ الشرائح في أيلول 2020، بحيث تحصل الأسرة على الخبز حسب عدد أفرادها.
وبموجب مبدأ الشرائح الأربعة، خُفضت مخصصات العائلة المؤلفة من شخص أو اثنين إلى ربطة خبز واحدة يومياً، بينما استحقت العائلة المكونة من 3 أو 4 أشخاص ربطتين فقط، والعائلة المؤلفة من 5 أو 6 أشخاص 3 ربطات، ومن 7 أشخاص فأكثر 4 ربطات يومياً.
ويشتكي المواطنون بدمشق من استمرار مشكلة الازدحام على الأفران، إضافة إلى سوء نوعية الخبز المباع عبر المعتمدين نتيجة سوء النقل والتخزين والتعبئة السريعة للمادة دون تبريد.
ويُسمح لمعتمدي بيع مادة الخبز المرخصين والأكشاك التابعة إلى "المؤسسة السورية للمخابز" باستيفاء عمولة قدرها 50 ليرة سورية على كل ربطة مباعة، أي أن تباع الربطة بـ250 ل.س، لكن المعتمدين لا يلتزمون بها ويتقاضون 300 ل.س سعر الربطة.
ورفعت وزارة التموين في 10 تموز 2021 سعر ربطة الخبز من 100 إلى 200 ليرة سورية معبأة بكيس نايلون، وكانت العمولة المسموح بها لمعتمدي بيع الخبز محددة بـ10 ليرات سورية، بحيث يبيعونها عبر سياراتهم لتخفيف الازدحام على الأفران.