وافتتحت الأمسية التي جاءت بالتعاون بين وزارتي الثقافة والدفاع بالنشيد العربي السوري والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهدائنا الأبرار لتصدح بعدها أصوات كورال الفرقة الوطنية السورية على أنغام أغنية “سورية يا حبيبتي” وتعبر حناجرهم ونغماتهم أمواج الحب والشغف للوطن ورجاله الشجعان وتعالت بعدها أصواتهم بالفخر والاعتزاز لسر الانتماء لأرض سورية وترابها الطاهر بلد الكرامة والكبرياء على ألحان أغنية “قفوا باعتزاز … قفوا بافتخار” من ألحان مثنى علي.
“علوا بالعالي علوا ” كانت الأحرف التي وصل صداها كل أرجاء المسرح مع أنغام صاخبة اخترقت قلوب الجماهير بالذكريات الأليمة للحرب الدموية التي مرت على أفئدة الشعب السوري من تضحيات بالروح والدم لتطهير تراب الوطن من دنس الإرهاب وعودة سمائه صافية نقية من لهيب نيران الحرب وقد أغرورقت عيون الجمهور بدمع الحزن على أرواح الشهداء الأبرار وبسمة الفرح ترتسم على شفاه الأمل بأن القادم أجمل.
وتمايلت أنغام أغنية “انا سوري وأرضي عربية” مع ملامح الحب والعزة والكبرياء لشباب الفرقة لتعزف بعدها ألحان الشموخ على أوتار الموسيقيين في أغنية “بكتب اسمك يا بلادي” و “قم ناج جلق” التي قدمت لأول مرة كأغنية لحنها المايسترو عدنان فتح الله وكلمات أمير الشعراء أحمد شوقي.
واستهلت الفرقة الأمسية الغنائية بأغنية “خبطة قدمكن” من كلمات وألحان الأخوين الرحباني قبل أن تنسدل الستارة على المسرح بأغنية “راياتك بالعالي يا سورية” من كلمات الشاعر أحمد قنوع وألحان إيلي شويري في دعوة لتجديد الفرح وبلسمة الجراح وترميم الروح والتذكير بالبطولات والتضحيات لجيش الشرف صائن الأرض والعرض.
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أكدت أهمية هذا الاحتفال وأنه عربون محبة ووفاء لجنود الجيش العربي السوري الذين سطروا ملاحم البطولة والعزة والفخار ليجعلوا من أنفسهم دروع حماية مدافعين عن الأرض والعرض وحامين الحمى ومن هذا المنطلق فإن كل مواطن سوري مدين لهم بأغلى ما يملك.
وأشارت إلى أنه بهذه المناسبة العظيمة جهدت الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية لتحضير هذا الحفل والذي يبدو بسيطاً في شكله وكبيراً في معناه حيث جمع الحفل تشاركية جميلة بين الموسيقا الثقافية وموسيقا الجيش في توليفة وجدانية كما توليفة الشعب السوري وتعاضده ونسيجه الإنساني الجميل وهذه التوليفة التي تؤدي إلى بناء المواطنة والإنسان الراقي.
حضر الحفل وزير الدفاع العماد علي عباس ووزير الداخلية اللواء محمد رحمون ووزير الموارد المائية الدكتور تمام رعد ووزير الاعلام الدكتور بطرس حلاق ووزيرة الدولة الدكتورة ديالا بركات ومحافظ دمشق محمد طارق كريشاتي وعضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور مهدي دخل الله وحشد من المثقفين والاعلاميين وجمهور دار الأسد.