أطلقت شركة سمارت هاند السورية الناشئة مشروعًا طموحًا لتصميم أطراف علوية اصطناعية متحركة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، لمساعدة فاقدي الأطراف العلوية على ممارسة حياتهم الطبيعية.
ويشمل المشروع الجديد مراحل عدة؛ تبدأ بقسم الشركة النفسي الذي يستقبل المرضى ويدرس حالاتهم ويقدم لهم الدعم النفسي المطلوب، لرفع معنوياتهم وتهيئتهم لتركيب الطرف الاصطناعي والتعامل معه بسلاسة.
ويقيِّم الأطباء المتخصصون في القسم الطبي الحالة الطبية للمصاب، ويدرسون إمكانية تركيب الطرف الاصطناعي، الذي يختلف من حالة إلى أخرى.
ويتولى القسم الثالث؛ الهندسي، إجراءات أخذ مقاسات يد المصاب وأبعادها، وتصنيع الطرف الاصطناعي، باستخدام أحدث تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، والمسح ثلاثي الأبعاد، وتعمل الشركة حاليًا على حالات البتر تحت المرفق.
حيث ان المشروع يهدف إلى إعطاء الابتسامة للأشخاص الفاقدين للأطراف العلوية، ودعم وتعزيز نفسيتهم من خلال استعمالهم لأطراف مُصنَّعة وفق أحدث التقنيات، وبسعر منخفض بالمقارنة مع ما هو متوفر في الأسواق حاليًا.
وفكرة المشروع بدأت خلال إعدادي لمشروع تخرجي من كلية الهندسة الميكانيكية قبل ثلاثة أعوام، الذي حمل عنوان (استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في إنتاج الأطراف الاصطناعية العلوية) وتضمن المشروع حينها نموذجًا تطبيقيًا لطرف اصطناعي علوي متحرك مصنوع خصيصًا لطفل مبتور اليد يدعى محمد، ونال مشروع التخرج علامة 98 من 100.
و بدأ المشروع يتبلور بعدها، كفكرة إنشاء شركة هندسية لصناعة الأطراف الاصطناعية، لكن العائق المادي كان أكبر التحديات، ما دفعني للتوجه إلى منظمات العمل المجتمعي لدعم المشاريع الصغيرة، وتم قبول المشروع وتبنيه وتمويله من أجهزة ومعدات، وانطلقت الشركة في حلب شمال البلاد، وبدأنا حاليًا باستقبال المصابين.
وبشراكة مع الأمانة السورية للتنمية، تعمل سمارت هاند على تركيب 50 طرفًا اصطناعيًا علويًا متحركًا للأطفال مع تقديم الدعم النفسي المطلوب، فضلًا عن خدمات التوعية المجتمعية لتقبل ودمج أصحاب الهمم، في إطار مشروع هيروز الطموح لتأهيل وتمكين المصابين.
وتعتزم الشركة تنظيم معرض هيروز التقني المجتمعي، الأول من نوعه في سورية، الذي سيشهد تسليم 25 طرفًا اصطناعيًا للأطفال، فضلًا عن تنظيم مؤتمر علمي عن تقنيات الأطراف الاصطناعية والآثار النفسية على المصابين.
وتعمل الشركة حاليًا على تطوير منتجاتها لتشمل جميع حالات البتر العلوية، ومنها حالات البتر فوق المرفق، وجميع حالات البتر السفلية، وتسعى لإدخال الإلكترونيات على الأطراف المُصنَّعة، لتتمكن من أداء حركات أكثر تعقيدًا.
وتطمح الشركة للوصول إلى جميع المصابين بحالات البتر في سورية وتقديم الخدمات المُرضية لهم، والتوسع في العمل للوصول إلى مرحلة افتتاح فروع لها خارج البلاد كشركة رائدة في تصنيع الأطراف الاصطناعية.
حاز المشروع على الميدالية الذهبية في معرض دمشق الدولي بنسخة العام 2017، والمركز الأول في دورة ريادة الأعمال التي نظمها المركز المريمي للتدريب والتأهيل في حلب في العام ذاته.
وشهد قطاع الأطراف الاصطناعية المُطوَّرة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في الأعوام الأخيرة تقدمًا ملحوظًا حول العالم، ووفر فرصة لمبتوري الأطراف للتجول وممارسة التمارين الرياضية وركوب الدراجات وإنجاز كثير من نشاطات الحياة الطبيعية.
وتبقى الأطراف الاصطناعية التقليدية محدودة الفائدة، مع حركات مقيدة وغير طبيعية، في ظل افتقار المريض للإحساس بها، ومن هنا تنبع أهمية إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي، منذ مطلع القرن الحالي.
وتمكن المُبتكرون حول العالم من وضع حساسات ضغط على رؤوس أصابع الطرف الاصطناعي، ليتمكن مستخدمها من حمل الأشياء بطريقة صحيحة وبضغط مناسب.
ويلقى استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في المجالات الطبية تطورًا ملحوظًا حول العالم، إذ أدخله باحثون في معالجة تلف الجمجمة، وترميم الفك، وتصنيع أطراف اصطناعية تمنح مبتوري الأطراف حركة طبيعية وسلسة، بالإضافة لاستخداماتها في مجال طب الأسنان لتمكن المريض من الاستغناء عن الطريقة التقليدية لأخذ المقاسات وهي خطوة كانت غير محببة للمريض، والاستعاضة عنها بماسحة فموية صغيرة لا تسبب أي أذى أو إزعاج، إلى جانب تقليل وقت تصنيع القوالب السنية من خلال الماسحة الفموية والطابعة ثلاثية الأبعاد، فضلًا عن الدقة الناتجة عن استعمال ماسحة فموية لأخذ القياسات، تقلل من أخطاء القياسات التقليدية أثناء عمل التركيبات، وغير ذلك من الاستخدامات الأخرى المتعلقة بإجراء العمليات الجراحية الحساسة.