ولا يحتاج المرء للابتعاد كثيرا حتى يجد ظلال ألوان غريبة ومتنوعة في الأزهار والطيور والحشرات، بينها الأحمر والأصفر والأخضر، لكن هل لاحظت يوما أن اللون الأقل شيوعاً في الطبيعة هو الأزرق؟
على الرغم من جمال درجات الأزرق المتعددة، إلا أنه ليس ضمن الأصباغ التي يمكن العثور عليها بسهولة في الطبيعية، فوفقا لجامعة أديلايد الأسترالية للأبحاث، تنمو الأزهار الزرقاء في 10% من النباتات فقط، ما يجعلها نادرة ومثيرة للإعجاب.
"متوسط الأطوال الموجية الحمراء يبلغ حوالي 620 إلى 720 نانومترا، بينما متوسط الأطوال الموجية الزرقاء هو 1 على 100 ألف من البوصة".
ما سبب شُح اللون الأزرق في الطبيعية؟
يقول العلماء إن الضوء مسؤول عن كل ما يراه البشر بالعين المجردة، بما في ذلك الألوان. كما يعد جزءا من مكونات "الطيف الكهرومغناطيسي"، الذي يشمل الكثير مما لا يمكننا رؤيته، مثل الموجات الدقيقة، والموجات الراديوية، والأشعة فوق البنفسجية؛ التي تعد موطنًا لطيف الضوء المرئي، الذي يضم الألوان التي نراها في حياتنا اليومية.
ووفقًا لمركز العلوم والتعليم الوطني في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، فإن بعض الأطوال الموجية الملونة تعد أطول من غيرها.
وعلى سبيل المثال، فإن متوسط الأطوال الموجية الحمراء يبلغ حوالي 620 إلى 720 نانومترا، بينما متوسط الأطوال الموجية الزرقاء هو 1 على 100 ألف من البوصة.
هذا الطول الموجي الأقصر هو سبب ندرة رؤيتنا للون الأزرق في الطبيعة مقارنة بالألوان الأخرى.
ومع ذلك، فإن عدم وجود درجات اللون الأزرق، لا يمنع بعض النباتات والحيوانات من تطويره بشكل طبيعي.
الأزرق في النباتات
يقول العلماء إن أصباغ اللون التي تحدث بشكل طبيعي في النباتات، تسمى الأنثوسيانين.
وبحسب مقال نُشر العام 2017 في مجلة أبحاث الغذاء والتغذية السويدية، فإن الأنثوسيانين هو عبارة عن "أصباغ ملونة طبيعية وعضوية" قابلة للذوبان في الماء، تأتي باللون الأسود أو الأزرق الغامق.
وتوجد مادة الأنثوسانين في أنواع معينة من الفواكه والخضراوات والأزهار، إذ تعطيها لونًا بنفسجيًا أو أحمر غامقا أو أزرق أحيانا.
ويؤكد الخبراء أن مادة الأنثوسيانين ضرورية في غذاء الإنسان، ولها فوائد صحية مضادة للأكسدة، كما تساعد في تحسين الرؤية وتهدئة الأعصاب وحماية الأوعية الدموية.
وتتوفر هذه المادة بشكل طبيعي في التوت الأزرق والباذنجان.
الأزرق في الحيوانات
بينما تتقن النباتات بخلط الأصباغ لتكوين اللون الأزرق، غالبًا ما تجد الحيوانات طريقتها الخاصة لتحقيق درجات هذا اللون.
ويقول باحثون من جامعة أديلاند الأسترالية، إن الحيوانات الزرقاء تتمتع بأجسام قادرة على تغير الأطوال الموجية للضوء المرئي.
فمثلا يظهر على أجنحة فراشة "المورفو الزرقاء" نتوءات، تعمل على انكسار الضوء ليصبح اللون الوحيد المتبقي للانعكاس عن أجنحتها هو أزرق.
ويؤكد الخبراء أن الحيوان الوحيد المعروف بإنتاج الصبغة الزرقاء بشكل طبيعي في جسمه، هو فراشة "نيسا أوبرينوس".