لأول مرة في سورية.. إطلاق مشروع التبني الدموي الخاص بمرضى التلاسيميا

الخميس 8 مايو 2025 - 16:15 بتوقيت غرينتش
لأول مرة في سورية.. إطلاق مشروع التبني الدموي الخاص بمرضى التلاسيميا

كشف رئيس دائرة الأمراض المزمنة في وزارة الصحة ياسر مخللاتي عن إطلاق مشروع وطني مجتمعي للمره الأولى في تاريخ سورية بمناسبة اليوم العالمي لمرض التلاسيميا يسمى «مشروع التبني الدموي».

وأوضح مخللاتي بحسب موقع "الوطن أون لاين" أن فكرة المشروع التطوعي هو أن تتبنى مجموعة من خمسة أشخاص تحمل زمرة دم واحدة ومواصفات واحدة توفير الدم لمريض واحد مصاب بالتلاسيميا من خلال قيام هذه المجموعة بالتبرع بشكل شهري لكل فرد منهم بالتناوب على مدى خمسة أشهر للتبرع لهذا المريض الذي تم تبنيه من هذه المجموعة بحيث يكون نصيب كل فرد التبرع مرة واحدة خلال خمسة أشهر وهكذا دواليك.
وأضاف: هذا المشروع سيسهم بتوفير الدم للطفل المريض بالتلاسيميا من دون عناء من الأهل شهرياً في البحث عن متبرع وغالباً يفشلون في ذلك ما يتسبب بعدم انتظام نقل الدم واستفحال المرض، وكذلك تؤدي هذه العملية إلى عدم ظهور مستضادات للدم المنقول لكونه نقل بشكل مستمر من متبرعين محددين يحملون المواصفات الدموية ذاتها في كل عملية نقل، الأمر الآخر هو أن هذه المشاركة من مجموعة المتبرعين ستسهم في نشر ثقافة مواجهة أسباب مرض التلاسيميا والتي يشكل زواج شخصين حاملين للمرض السبب الرئيسي بالمرض.
وبيّن مخللاتي أن المرض هو عبارة عن فقر دم وراثي مزمن ينتقل من الأب والأم الحاملين للمرض إلى المولود سواء كان ذكراً أم أنثى، ولا يمكن نقل المرض إلى المولود إذا كان واحد فقط من الوالدين يحمل المرض وبالتالي يجب إجراء الفحص قبل الزواج، وفي حال كان الطرفان حاملين للمرض لا يجوز إتمام الزواج، ويجب أن يختار الزوج المصاب زوجة غير مصابة، وكذلك الزوجة المصابة تختار زوجاً غير مصاب ليتم تجنب ولادة أطفال مصابين.
وعن نسبة ولادة طفل مصاب لدى الزوجين الحاملين للمرض أوضح مخللاتي أن النسبة هي 25٪، وتظهر علامات إصابة المولود بالإصابة في الشهر السادس من خلال ظهور فقر الدم وتأخر النمو وشحوب الوجه وتسرع دقات القلب، وعند إجراء التحليل للطفل يظهر انخفاض في خضاب الدم، وهنا تبدأ مسيرة العلاج التي تتمثل في نقل وحدة دم مركزة بشكل دوري ومنتظم كل ثلاثة أسابيع إلى شهر ليتمكن من الحياة وهكذا دواليك.
وشدد على أن أي تأخير بنقل الدم تحصل بسببه تشوهات في عظام الوجه وهذا لا يمكن علاجه أبداً، وأن انحلال الكريات الحمراء يؤدي إلى ترسب الحديد في الأعضاء النبيلة في الجسم، فإذا توضع الحديد في الغدة النخامية يؤدي إلى قصورها، وإذا ترسّب في الغدة الدرقية يؤدي إلى قصورها، وكذلك الحال إذا ترسّب في القلب يؤدي إلى قصوره ووفاة المريض، وأغلب حالات وفاة مرضى التلاسيميا تكون لهذا السبب، لذلك يتم اعطاء المريض خالبات الحديد ليتم طرح الحديد الزائد مع البول أو البراز.
وعن عدد مرضى التلاسيميا في سورية ذكر مخللاتي أن هناك 6 آلاف مريض تتكفل وزارة الصحة بتوفير الأدوية لهم، كما تقوم مديريات الصحة بتوفير وحدات الدم التي يحتاجونها بشكل شهري، وهناك 12 مركزأُ متخصصاً في معالجة مرض التلاسيميا، أما المرضى من أبناء محافظتي الرقة والقنيطرة فتتم معالجتهم في أقرب مركز إلى مكان إقامتهم.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019