ويمتد من باب الجابية إلى أول سوق النحاتين قرب مقبرة باب الصغير والذي يعد النموذج الاول لأسواق دمشق المغطاة وكان يوجد في هذا السوق حوالي 18 قوساً مشيداً من الأحجار الصغيرة تم استبدالها في حقبة لاحقة بالحديد والتوتياء وفي عام 1916تآكل هذا السقف ولم يبق منه سوى قسم صغير ويبلغ طول السوق نحو 105متر ومازال يعمل فيه الصناعيون والتجار, ويحتوي على محال بيع الحبوب ومشاغل لصناعة الأدوات المنزلية من الخشب والقش.
و ان العديد من الصناع حافظوا على صنعتهم التي توارثوها أباً عن جد كصناعة المكانس والغرابيل والمباخر والألبسة الشرقية وغيرها.
ولا يخلو المكان من البيوت الدمشقة القديمة، ومسجدين أثريين، هما مسجد العجمي، ومسجد الصابونية،تنتشر على الجانبين محلات دباغة الجلود، حيث تباع فراء الخرفان بعد تنظيفها في هذا السوق حصرياً.
احتضن سوق السنانية، مجموعة متنوعة من شرائح المجتمع الدمشقي، عاشت معاً تجمع بينها المحبة والألفة، حيث امتلك اليهود محلات الشرقيات ومحلات الحفر على النحاس، التي كانت في السوق، كذلك امتلك المسيحيون محلات جاورت المسلمين واليهود، كان سوق السنانية بمثابة البيت الكبير، الذي يضم أفراد عائلة واحدة، كا ذكر أحد المستشرقين الذي كان في زيارة لهذا السوق، عندما دعاه أحدهم لضيافته على الطعام، فحضر في الوقت المحدد، وكم كانت دهشته عظيمة، عندما رأى على مائدة الطعام اليهودي، والنصراني، والمسلم.
يقول أحد سكان المنطقة: <<مقابل محلي هذا، كان هناك محل لتصنيع ولبيع النحاسيات، لصاحبه اليهودي “يوسف ناتان”، ولكن كان “أبراهيم زوكي” الأبرع والأشهر، في دمشق كلها، غادروا جميعاً دمشق في الثمانينيات، هناك كان دكان “بديع أبو عماد” من مسيحيي درعا، وفي الجوار، كان جاري وصديقي “إلياس ناصيف الشمشم”، كنا جميعاً نجتمع في رمضان على الفطور بحضور حاخام اليهود “هارون>>.