ولكن غياب الثقافة الغذائية لدى العديد من الصائمين، تجعلهم يخسرون، وخلال الأيام الأولى لعيد الفطر، معظم العادات الصحية التي قاموا باكتسابها خلال 30 يوماً من الصيام، وذلك مع تهافتهم على تناول الأطعمة بكثرة وبطريقة غير منتظمة.
ويقول طبيب الصحة العامة حسين حسين، إن صيام شهر رمضان يشكل فرصة حقيقية لبلوغ مجموعة من الأهداف الصحية، التي يصعب تحقيقها على مدار العام، خصوصاً في حال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، ما ينعكس إيجابا على صحة القلب ومستوى ضغط الدم ومستوى الدهون والسكر في الدم، ويعزز جهاز المناعة ويفيد الجهاز الهضمي.
وبحسب حسين فإن الكثير من الصائمين يرتكبون خطأ كبيراً بعد انتهاء شهر رمضان، فيعودون مباشرة خلال الأيام الأولى للعيد إلى النظام الغذائي العادي، ما يؤدي لفقدانهم للكثير من المكاسب الصحية ويتسببون بالإرباك لجهازهم الهضمي ويعرضونه للإجهاد، وهو الأمر الذي يؤدي إلى شعورهم بتعب شديد يلجؤون إلى معالجته من خلال تناول المزيد من الأطعمة.
ويشدد حسين على أن جسم الصائم يحتاج لفترة زمنية تتعدى الأسبوعين، للانتقال من النظام الغذائي الرمضاني إلى النظام الغذائي العادي، حيث يجب على الفرد وخلال هذه الفترة التي تبدأ في أول يوم من عيد الفطر، أن يقوم بتناول كميات قليلة من الطعام على عدة مراحل، ليتيح لجسمه التكيف مع نمط الهضم الجديد.
من جهتها تقول أخصائية التغذية غنى صنديد، إنه لتأمين انتقال صحي وسليم من النظام الغذائي الرمضاني إلى النظام العادي، يجب اتباع الإرشادات التالية:
بالنسبة للصائمين الذين اعتادوا على تناول وجبتي الإفطار والسحور، عليهم أن يبدأوا بتناول الوجبات الثلاث الرئيسية المتعارف عليها في اليوم، على أن تكون وجبة الفطور عند التاسعة صباحاً والغذاء عند الثانية ظهراً ووجبة العشاء عند الثامنة مساءً وذلك بكميات متوسطة تفادياً للشعور بالتخمة.
بالنسبة للصائمين الذين اعتادوا على تناول وجبة الإفطار فقط، عليهم أن يبدأوا بتناول وجبتين رئيسيتين فقط، على أن تكون الوجبة الأولى ما بين الساعة الحادية عشرة والثانية عشرة ظهراً، أما الوجبة الثانية فيمكن تناولها عند الساعة الخامسة مساء، حيث يجب اعتماد هذا النظام الغذائي لمدة 10 أيام، تبدأ من اليوم الأول لعيد الفطر، ليقوموا من بعدها بالعودة إلى النظام الغذائي الذي يشمل 3 وجبات يومياً.
المصدر: سكاي نيوز