في دراسته التي نشرت مؤخرا بدورية "جيولوجي" فحص كافوسي الحبيبات الصغيرة من معدن الزركون الموجود في عينات من الزجاج بالصحراء الغربية، والتي تشكلت قبل 29 مليون سنة وتمتد على مساحة عدة آلاف من الكيلومترات المربعة في غرب مصر.
قلادة توت عنخ آمون
يتكون هذا الزجاج من السيليكا النقية، وكان الزجاج الأصفر الكناري الموجود في الصحراء الغربية بين ليبيا ومصر شائع الاستخدام في صنع أزياء ملوك الفراعنة، مثل الجعران الذي هو جزء من قلادة الملك توت عنخ آمون.
وحين اكتشف الآثاري البريطاني هوارد كارتر قلادة الملك توت عنخ آمون ظن أن الجعران المثبت في القلادة مصنوع من نوع غريب من الكوارتز، وبعد عقد من الزمن تقريبا قال الجغرافي البريطاني باترك كلايتون إن الجعران مصنوع من زجاج معدن نادر مأخوذ من الصحراء الليبية.
وقال كافوسي -من مركز علوم وتكنولوجيا الفضاء في كلية كورتين لعلوم الأرض والكواكب والباحث الرئيسي بالدراسة إن الزركون الموجود في الزجاج يحتفظ بالأدلة على وجود سابق لمعدن نادر اسمه "ريديت" لا يتشكل إلا في أثناء حدوث التأثيرات النيزكية إذ يحتاج إلى ضغط مرتفع جدا.
"لقد كان موضوع نقاش مستمر حول ما إذا كان الزجاج يتشكل من خلال تأثير النيزك، أو أثناء انفجار هوائي، والذي يحدث عندما تنفجر الكويكبات المسماة الأجسام القريبة من الأرض وترسب الطاقة في الغلاف الجوي للأرض" وفق ما أضاف كافوسي في البيان الصحفي للدراسة.
وأوضح "كل من آثار النيازك والانفجارات الهوائية يمكن أن يتسبب في انصهار المعادن، ومع ذلك، فإن تأثيرات النيزك فقط تحدث موجات صدمية تشكل المعادن عالية الضغط، لذلك فإن العثور على أدلة على وجود مادة ريديت سابقة يؤكد أنه تم تكوينه نتيجة لتأثير النيزك".
لا انفجارات قريبا
وفقا للدراسة فإن تحديد هوية هذه المواد لا يساعدنا فقط في إغلاق الملف الخاص بكيفية ظهور هذا الزجاج الصحراوي القديم، لكن يتيح لنا أيضا توضيح -مع الأخذ في الاعتبار التاريخ الجيولوجي للمنطقة- عدد المرات التي تحدث فيها عمليات الهدم المدمرة للصدمة النيزكية، مع الأجسام القريبة من الأرض.
كافوسي أضاف أيضا أن فكرة أن الزجاج قد يكون قد تشكل خلال انفجار كبير بالجو قد اكتسبت شعبية بعد انفجار تشيليابنسك الكبير في جو روسيا عام 2013، مما تسبب في أضرار جسيمة بالممتلكات وإصابة عدد من الناس، ولكن لم يتسبب في ذوبان المواد السطحية.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن زجاج الصحراء الليبية يمثل ناتج انفجار كبير على ارتفاع مئة متر "لكن نتائجنا تظهر أن هذا ليس هو الحال". وأوضح الباحث أن آثار النيزك هي أحداث كارثية، لكنها ليست شائعة. تحدث انفجارات الطائرات بشكل متكرر، لكننا نعرف الآن أنه من غير المتوقع حدوث تشكيل للزجاج في الصحراء الليبية -بفعل النيازك- في المستقبل القريب، وهو ما يسبب بعض الراحة".