وأكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور عدنان مسلم في كلمة له على أهمية مذكرة التفاهم الموقعة بين (مؤسسة وثيقة وطن)، وجامعة دمشق، والاتحاد الوطني لطلبة سورية، لتمكين ثقافة التوثيق الشفوي في قطاعات المجتمع والمناهج التربوية والتعليمية، مشيراً إلى أهمية هذه الندوة لكونها أول فعالية لوثيقة وطن في رحاب جامعة دمشق.
وقدم الباحث الدكتور محمد الطاغوس عرضاً تعريفياً للتأريخ الشفوي لكونه منتجاً معرفياً، استناداً إلى تحقيقات ومرويات غير مكتوبة، وفق منهجية علمية محددة، ومنهجاً يندرج في سياق زماني ومكاني، مؤكداً أهمية هذا المفهوم لكونه قيمة مضافة قياساً إلى أشكال التأريخ التقليدية، ولا سيما أنه يعيد تأويل الحدث التاريخي ويوسع مضامينه ويسد الثغرات في المصادر التاريخية والمكتوبة.
بدوره استعرض مدير مشاريع مؤسسة وثيقة وطن موسى الخوري أهمية المؤسسة لكونها “وطنية معرفية غير حكومية وغير ربحية تعنى بالتأريخ الشفوي وتجمع وتوثق الشهادات والروايات الشفوية وتحفظها وفق منهجيات بحثية وعلمية”، مبيناً رؤية المؤسسة في توثيق الذاكرة الحية المكملة للتأريخ المكتوب، وتشكيل قاعدة معطيات وطنية للذاكرة الشفوية، وإتاحة الفرصة للباحثين ليقوموا بالأبحاث، ويشاركوا في كتابة تاريخ بلدنا بأياد وطنية.
وأشار الخوري إلى أهم مشاريع المؤسسة كتوثيق سيرة حياة الأعلام والتراث الكنسي السوري، واللغة والتراث السرياني والحرف اليدوية، إضافة إلى توثيق الحرب على سورية خلال السنوات الماضية، كما استعرض أهم المؤتمرات والندوات التي شاركت فيها المؤسسة، والمبادرات والدورات التدريبية التي أقامتها وفريق عملها التطوعي.
وعرض رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الدكتور حمد بن محمد الضوياني فيلماً وثائقياً تحدث فيه عن إدارة الوثائق والمحفوظات في سلطنة عمان، وما توصلت إليه خلال السنوات الماضية، كما تحدث عن المشروع المتكامل لنظام إدارة الوثائق والأهداف التي تسعى الهيئة إلى تحقيقها.
وأعطى الدكتور حمد لمحة تاريخية عن تطور مشروع الوثائق والمحفوظات، لإرساء نظام وثائقي عصري، والعمل على التطوير والإشراف الفني على تنظيم الوثائق العامة الجارية والوسيطة وحماية التراث الوطني وتحسين استغلال المحفوظات وجمعها وحفظها، إضافة إلى إصدار قرارات وتعاميم مهمة حول الوثائق الرسمية والزيارات الميدانية للوحدات الحكومية.
وأكد الدكتور حمد على أهمية دراسة وضبط المدونة التشريعية والقانونية في مجال الوثائق والمحفوظات وتشخيص الواقع، إضافة إلى إدارة الوثائق العامة والموارد البشرية في الهيئة، واختبار المفهوم الشمولي للوثائق والتعريف بكل وثيقة ونشأتها، والحصول عليها وضبط مهام منشئيها ومسؤولية الجهة المنشئة لها، مبيناً أنواع الوثائق العامة والمشتركة والخاصة والجارية والوسيطة والمحفوظات، وأماكن حفظ الوثائق وفرز القديمة منها.
وفي تصريح للصحفيين أشارت رئيسة مجلس الأمناء في مؤسسة وثيقة وطن الدكتورة بثينة شعبان إلى أهمية الندوة والعرض الذي قدمه الدكتور حمد لما توصلت إليه سلطنة عمان من إدارة للمحفوظات على مستوى الدولة، منوهة بما عرضه الوفد العماني عما قامت به السلطنة على المستوى الإنساني، ومضيفة: “ستكون لنا جولات قادمة مشتركة يتم من خلالها خدمة البلدين والشعبين الشقيقين”.
وأكدت الدكتورة شعبان أن عنواننا هو التشاركية مع كل الناس الحريصة على أوطانها وعلى التعامل بشكل راق وفعال، وقالت: إننا نتعلم منهم وأنا سعيدة بتوقيع مذكرة تفاهم مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لبرامج تنفيذية للعمل المشترك، إضافة إلى مذكرة التوقيع مع جامعة دمشق والاتحاد الوطني لطلبة سورية”.
ووقعت مؤسسة وثيقة وطن مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عمان أمس مذكرة تعاون، بهدف تعزيز وتأكيد وتطوير التعاون وترسيخ أواصر الأخوة العربية بين سورية والسلطنة.
حضر الندوة حشد من طلاب وأساتذة كلية الآداب وفعاليات حزبية وثقافية.