واعتاد المجمع أن يحتفي بعلمائه وأدبائه ومفكريه، كما أن الجائزة التي حصدها الدكتور في هيئة الطاقة الذرية أيمن المريري عن بحث بعنوان “الحماية ضد أنواع البروسيلا المفوعة باستخدام البروسيلا الماعز المشفعة بأشعة غاما في نموذج الفئران “بي ا ل ب” سي، وتضمن في طياته مخزوناً علمياً يوازي أهمية الجائزة التي حملت اسم الأمير الشهابي عرفاناً بدوره كأحد المفكرين.
وفي بداية كلمته عرض الدكتور محمود السيد رئيس المجمع تاريخ اللغة العربية والفصول التي مرت بها، ودورها التاريخي وجمالياتها، وما قدمته من عراقة عبر القرون.
وأشار الدكتور السيد إلى أن المجمع رأى في العقدين السابق واللاحق من هذه الألفية أن يعلن عن جائزة باسم رؤساء مجمع اللغة العربية عبر مسيرته تقديراً منه لمكانتهم العلمية وجهودهم المجمعية من جهة وتشجيعاً للباحثين العلماء على الإنجاز وتقديم ما هو مفيد في نهضة المجتمع وتقدمه وازدهاره، فكانت الجائزة الأولى باسم مؤسس المجمع (العالم الكبير محمد كرد علي للعلوم الإنسانية)، وقد نال هذه الجائزة الأستاذ الدكتور عيد مرعي، وكانت الجائزة الثانية باسم الرئيس الثاني (الشاعر الكبير خليل مردم بك في مجال الأدب)، ونال هذه الجائزة الدكتور ثائر زين الدين، أما الجائزة الثالثة باسم الرئيس الثالث للمجمع (الأمير مصطفى الشهابي للعلوم الطبيعية) فنالها الدكتور أيمن المريري.
وقال الدكتور المريري في كلمته: لقد كانت اللغة العربية ملهمة لي ومفتاح دخول للتعبير عن نتائج ما وصلت إليه من أبحاث عبر مسيرتي المهنية والعلمية، فأنا أنتمي كباحث إلى هيئة الطاقة الذرية السورية وهي مؤسسة بحث علمي تعمل على استثمار كثير من التطبيقات المتميزة بمجالات البيولوجيا الجزئية والتقانات الحيوية وتسهم في المجالات الطبية والصيدلانية لتطوير الواقع الصحي في سورية.
وأضاف: “ويمكن تلخيص ما توصلت إليه من إنجازات من خلال سنوات عملي في الهيئة بمشاركتي في اثنتين وثمانين نشرة علمية عالمية في مجال علم الأحياء الدقيقة والمناعيات، إضافة إلى خمسة مؤتمرات علمية محلية وعربية وأربع عشرة دورة تدريبية إقليمية ودولية وسبعة وثمانين بحثا علميا”، لافتاً إلى أنه ساهم في الإشراف على العديد من رسائل الدراسات العليا وتدريسه لعدة مقررات في كلية العلوم بجامعة دمشق ومشاركته في تأليف كتاب عن علم الأحياء الدقيقة الطبية، وبالرغم من ترجمة إنجازاته لعدة لغات كالفرنسية والإنجليزية إلا أنه لم يجد لغة ساعدته في إيصال أفكاره بطرائق سلسة وواضحة ومعبرة كلغته الأم.
ومن الجدير ذكره أن الأمير مصطفى الشهابي ولد في حاصبيا بلبنان سنة 1893، وتخرج مهندساً زراعياً من المدرسة الوطنية الزراعية العالية في مدينة غرينيون بفرنسا، وهو أحد الأعضاء الأوائل في مجمع اللغة العربية وترأسه منذ عام 1960 ولغاية وفاته سنة 1968، وشغل مناصب عديدة حيث تبوأ عدة وزارات ونشر مئات المقالات في مجلة المجمع، وأصدر عشرات الكتب العلمية واللغوية، منها (معجم الألفاظ الزراعية بالفرنسية والعربية) و(مصطلحات العلوم الزراعية) وغيرها الكثير.
أما الدكتور أيمن المريري فهو من مواليد دمشق عام 1966 حاصل على شهادة الدكتوراه في المناعة من كلية العلوم بجامعة سيدة السلام في نامور ببلجيكا عام 2001، وعمل باحثاً في قسم علم الأحياء والتقانة الحيوية في مخبر المناعيات بعد حصوله على الدكتوراه، واستمر في عمله حتى عام 2008 ليصبح باحثاً رئيسياً في هذا القسم.
وتبوأ المريري منصب رئيس دائرة الأحياء الدقيقة الميكروبيولوجيا والمناعيات، ومنذ عام 2013 حتى الوقت الحاضر أصبح مدير بحوث في قسم علم الأحياء البيولوجيا الجزيئية والتقانة الحيوية في هيئة الطاقة الذرية.