تصبح ممارسة الحياة العادية من أصعب الأمور بعد انقضاء الإجازة، ولا يتوقف الأمر عند العمل أو ممارسة المهمات اليومية، فالصعوبة الكبرى تكمن في العودة إلى نظام الحمية الغذائية المتبع قبل الإجازة، إثر الكثير من الهزائم أمام الطعام الشهي والمشروبات الغازية على الشاطئ.
وهكذا، يصبح الالتزام بربع رغيف وبيضة مسلوقة وثمرتين من الفاكهة ضربا من الخيال. ومع ذلك، ثمة نصائح ربما تفيد في العودة إلى الحمية الغذائية بعد انقضاء إجازة الصيف، ومعاودة البحث عن سبيل للتخلص من كيلوغرامات زائدة كانت ثمنا لمتعة محدودة الأجل.
حياة صحية مستمرة
هناك 6 طرق للعودة بنظامك الغذائي إلى المسار الصحيح بعد عطلة الصيف، ولا تهدف هذه النصائح إلى تشديد القيود والممنوعات بعد "حرية الإجازات"، وإنما الوصول إلى نمط حياة صحي لا يخلو من المتعة، وهي كالتالي:
استعادة خبرات الطهي المفقودة في العطلة: من أجل الاستمتاع والاسترخاء في الإجازات، يفضل الناس عادة تدليل أنفسهم بالوجبات الجاهزة، وتناول الطعام في الخارج، كجزء من رفاهية الإجازة. لكن مع انتهاء العطلة، يحين وقت العودة إلى الطهي، ومعرفة الحاجات الأساسية التي يستلزمها النظام الغذائي الصحي.
وفي الفترة التي تعقب "حرية العطلات"، يُفضل أن يحصل الجسم على راحة من الزيوت والمقليات والأطعمة الجاهزة، ذات الدهون المرتفعة، والاعتماد أكثر على الخضروات والبروتينات الخالية من الدهون.
ويفقد بعض أصحاب الوزن المرتفع بضعة كيلوغرامات من أوزانهم بشكل سريع أثناء العطلة، على الرغم من أنه يخالف نظام الحمية الخاص بهم، لأن حركته ونشاطه في العطلات يسمح له بحرق سعرات أكثر مما اعتاد مع الحمية في أوقاته العادية في العمل أو المنزل. لذا يمكنك عدم العودة إلى النظام الغذائي إذا التزمت ممارسة المشي بشكل يومي، أو ممارسة السباحة مثلا مرتين في الأسبوع. وهذا نمط حياة صحي يضمن لك الرشاقة من دون قيود الحمية.
الماء ثم الماء: إنه العنصر الأساسي والجانب الأهم في الحياة الصحية، ولا شك في أن شرب الكثير من الماء يعني حياة جديدة لبشرتك وعظامك وجميع خلايا جسدك.
الأولوية للنوم: تعني العطلات مزيدا من الاسترخاء والتعافي بالنوم، فيما تعني للكثيرين السهر وممارسة كل شيء يصعب فعله في الأوقات العادية. لذا، فإن قيمة النوم في الأوقات العادية لا بد أن تتعاظم داخلنا ليصبح الخطوة الأهم في ليالي العودة من العطلات، حتى يستمر تحسّن المزاج وجودة التمثيل الغذائي وقوة الجهاز المناعي.
التوقف عن جلد الذات: لا داعي للشعور بالذنب تجاه الدهون التي غزت طعامك خلال العطلة، أو كمية الحلوى والمياه الغازية التي حطمت قواعدك التي أسستها على مدار شهور. كفى لوما للنفس لأنه كافٍ ليُدخلك في دوامة من عدم القدرة على المواصلة من جديد، وبالتالي ستفقد أي شغف للعودة إلى نمط الحياة الصحي مرة أخرى.
كل وجبة هي خطوة على الطريق: انظر إلى كل وجبة على أنها فرصة لاتخاذ خطوات صحية تساعدك على الشعور بأفضل ما لديك. إذا أخطأت مرة، فلا بأس بذلك، إذ يمكن البدء في الوجبة المقبلة.
منع السكر والدقيق لاستعادة وزنك
تقدم خبيرة التغذية الدكتورة نهلة صلاح نصائح عدة للقادمين من العطلات باحثين عن استعادة نظامهم الغذائي الذي أُهدِر على الشواطئ، مؤكدة أن البداية تكمن في تصديق العودة وأن العطلة قد انقضت، وما بقي من الإجازة هو فقط بعض الاستمتاع الذي سيمضي سريعا، فيما تبقى الكيلوغرامات الزائدة تذكّرك بنتيجة العطلة الصيفية.
تقول الخبيرة للجزيرة نت إن الأمر الأهم عند العودة هو البدء من اللحظة الأولى، وأن تحضّر وجبتك الأولى في المنزل بما يلائم الحمية المعتادة سابقا، فصدور دجاج مشوية وسلطة خضراء ملونة كافية لتعطي إحساسا بالشبع والعودة في آن واحد.
وتشير إلى ضرورة الابتعاد عن تناول الطعام أمام التلفاز أو الموبايل في الأيام الأولى من العودة من العطلة، لأن كمية الطعام ستزيد مقارنة إذا أكلتها على طاولة الطعام في وقت قصير. ويُعد الابتعاد عن الحلويات والسكر والمعجنات خطوة مهمة في هذا السياق، حتى يستعيد جسمك نسقه الطبيعي بعيدا من فوضى العطلات.
وترى خبيرة التغذية أن النظام الغذائي ليس فقط هو المتأثر بعد العودة من العطلة، وإنما العمل المتراكم عليك والذي فقدت معظم شغفك تجاه العودة إليه. وفي هذه الحالة، عليك تناول المزيد من المغنيسيوم في السبانخ والمكسرات وجنين القمح والشيكولاتة الداكنة. وستفيدك هذه الأطعمة في استعادة لياقتك ونشاطك الذهني مرة أخرى.