وعن تاريخ دار مفيد الأمين بينت المسؤولة عنه رجاء بلال في تصريح لـ سانا أنه في مطلع القرن الثامن الهجري عمل الأمير شهاب الدين الكوجكي على بناء الدار، وكانت آنذاك دار الحكم الثانية المختصة بالقضاء بعد قصر الزهراوي.
وتضم الدار ثلاثة أبواب على شكل أقواس دائرية مزخرفة، نقش عليها رمز الزهرة الذي يخص ختم الحاكم، إضافةً إلى كلمة “الله حق” وصورة كأس ماء.
وقالت بلال: أطلق على الدار عدة تسميات هي السرايا الكوجكية ثم دار القديس مار اليان الحمصي، حيث أقام فيها مع أهله وأقاربه خلال فترة زمنية سابقة، ثم عرفت بدار الملاك وآخرها دار مفيد الأمين.
وعند الدخول إلى الدار توجد فسحة سماوية جانبية وبئر للماء وبحرة وطابقان، الأرضي يؤدي الدهليز فيه إلى قاعة كبرى مقبية مصنوعة من حجر الآجر وفيها مقرنصات لدخول النور والهواء، وهناك غرف أخرى ومطبخ ومستودعات للمؤونة، إضافةً إلى درج يؤدي إلى قبو.
ويتوقع المؤرخ نعيم الزهراوي أن القبو الموجود في الدار يعود للفترة البيزنطية، وهناك أيضاً درج ضيق يؤدي إلى الطابق العلوي الذي كان مخصصاً لسكن الحاكم وفيه مجموعة من الغرف والقاعات والنوافذ المطلة على الفسحة السماوية، حيث ازدانت قاعات وغرف الدار بالمقرنصات الركنية والقباب وأشرطة من الكتابات والآيات القرآنية.
يذكر أن الدار سجلت لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف في عداد المباني الأثرية والتاريخية عام 1967، وبقرار من مجلس الآثار عام 2009 تم اعتمادها مركزاً توثيقياً لمدينة حمص يشمل كل ما نشر أو ذكر عن المدينة بالصور والوثائق، إلا أن الحرب على سورية أدت إلى تضرر بعض أجزاء الدار بين عامي 2011 و 2014 وتوقف العمل فيها، وطرحت وزارة الثقافة مؤخراً بعض المباني الأثرية، ومنها الدار، للاستثمار لتعود بالنفع على المجتمع المحلي مع ضرورة الحفاظ على الطابع التاريخي والأثري لها.