ويرى الخبراء أنه يقع على المعلمين والأسر دور كبير في تهيئة الطلبة للتعامل مع الاختبارات وتخفيف حدة الضغوط النفسية لديهم، وذلك من خلال إكسابهم مهارات إدارة الوقت، والعادات الدراسية الصحيحة، والأوقات المناسبة لها، وكيفية التعامل مع المناهج الدراسية وفق طبيعتها، فطريقة دراسة المواد الإنسانية غير طريقة دراسة المواد العلمية.
وأضاف الخبراء "يجب على المعلمين بناء الاختبارات وفق الأسس العلمية السليمة التي توزع الطلبة بحسب قدراتهم الفردية، فيكون مناسباً للجميع، كما على المعلمين أيضاً تحديد وقت مناسب وتهيئة بيئة مريحة للطلبة أثناء الامتحان".
مؤكدين أنه لا بدّ من إشراك أولياء الأمور في تهيئة الأبناء للاختبار، من خلال توفير بيئة مناسبة للدراسة في البيت ومساعدة الطلبة ذوي القدرات المتدنية.
من جانبها، توضح الباحثة في علوم الوعي والتنمية النفسية "سها الخمايسة" الأمر قائلة: "تزيد حالة الهلع فترة الامتحانات لدى الأم لشعورها بالذنب والتقصير تجاه أبنائها، لذلك يجب عليها تقليل حالة التوتر والتذكر أنّ دورها يقوم على مساعدة أبنائها في اجتياز الامتحانات لا غير".
وأضافت الخمايسة "على الأمهات الاقتناع بأن الاختبار موجه لأبنائهن وأن دورهن يقتصر على التوجيه، لأن توتر الأطفال يزيد خلال فترة الامتحانات نتيجة توتر الأولياء، مشيرة إلى أنّ حالات رهاب الامتحانات تزداد في البلاد العربية نظراً للاعتقاد السائد بأن قيمة الفرد تكمن في مستوى التحصيل العلمي والنجاح في الامتحانات".
وقالت الخمايسة "من الأهمية بمكان أن نوضح للأبناء بأن التفوق في الامتحانات يُعدّ طريقاً نحو مستقبل أكثر يسراً، كما أنه من الضروري التعامل بحكمة مع خوف الأطفال الجسدي وتقديم تبسيط كافٍ للمشكلة من دون المبالغة في تقديره، وبعث الشعور بالأمان لدى الأبناء خلال فترة الامتحانات، مؤكدة ضرورة أن يتعامل الأولياء بواقعية مع أبنائهم منذ بداية السنة الدراسية حتى فترة الامتحانات، والتعامل بمنطق القوة مقابل الإكراه وإعطاء الابن الطاقة اللازمة لتجاوز الفترة عبر تحفيز النية لدى الطفل للنظر بإيجابية للمستقبل".
في هذا السياق، تشير الخبيرة التربوية "ميرنا عسيران" إلى أنّ مستويات التوتر قد شهدت ارتفاعاً بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الطلاب وأولياء أمورهم والإطار المدرسي، مشددة على أهمية تنظيم الوقت إذ يتوجب على الإطار التدريسي تعليم وتعويد الطلاب على مهارة كيفية تنظيم وتقسيم أوقاتهم.
وقالت عسيران "يرتكز دور الإطار التدريسي في بعث الثقة في الطلاب للاستفسار وطلب المعرفة والتأكد من وصول المعلومة، وأنه منذ بداية العام الدراسي، يتوجب على المعلمين والمعلمات تقييم قدرات الطلاب بشكل دقيق والعمل على سد النقص في المادة المعرفية".
وأشارت عسيران، إلى أنّ مشاعر الخوف والقلق المرتبطة بالامتحانات تُسهم في التأثير سلباً على الصحة النفسية للطلاب، لذلك من الضروري أن يحرص المعلمون على عدم إثارة مشاعر الخوف لدى الطلاب وأن يعززوا بيئة تشعرهم بالأمان،لافتة إلى أنّ الثقة في النفس تختلف من طالب لآخر، وأن الامتحانات ليست عقاباً للطلاب وإنما اختبار لمهاراتهم، مشددة على أنه ينبغي على الطلاب تحمّل المسؤولية في التخطيط لمستقبلهم.
المصدر: صحيفة تشرين