يلعب الآباء دوراً أساسياً في تشكيل هويتنا كأفراد، كما أن حبهم وتوجيههم ودعمهم أمر حيوي لنمونا وتطورنا.

ويحتفل بعيد الأب تقديراً وعرفاناً بالجهود التي يبذلها الآباء من أجل أبنائهم وعائلاتهم، وعلى الرغم من اختلاف تاريخ هذه المناسبة من دولة لأخرى، لكنها جميعها تحمل المعنى نفسه.

وعلى هذا الأساس فإن عيد الأب هو يوم لتكريم الآباء والاحتفال بروابط الأبوة، واستذكار مدى التأثير الكبير الذي يمارسه الأب سواء داخل الأسرة أم المجتمع.

ويتم الاحتفال بهذا العيد في الأسبوع الثالث من شهر حزيران في 55 دولة حول العالم.

نشأة العيد

جاء الاقتراح بالاحتفال بعيد الأب من شابة أميركية تدعى "سونورا سمارت دود" خلال استماعها للموعظة التي ألقيت في جمعية الشبان المسيحية في "سبوكان" الموجودة في "واشنطن"، والتي كانت تتمحور حول الاحتفال بعيد الأم وتكريمها، فكانت بمنزلة إلهام لها حول الاحتفال بوالدها بسبب رعايته لها ولأخوتها الخمسة في ظل عدم وجود الأم.

وتم الاحتفال بعيد الأب الأول من خلال توزيع الورود على الآباء، حيث تم تزويد الحاضرين بسلال مملوءة بالورود الحمراء والبيضاء، وأعطي كل منهم لون الوردة الذي يدل على حال والده؛ فالورود الحمراء رمزت للآباء الموجودين على قيد الحياة، في حين أعطيت البيضاء لمن توفي والده.

وفي الوقت نفسه فقد خصصت "سونورا" عربة تجرها الخيول لتطوف في أنحاء المدينة لتوصيل الورود والهدايا للآباء الموجودين في المنازل.

فضل الأب

الأب هو السند والقدوة لأولاده، ومهما تحدثنا عن دوره المهم في بناء العائلة وتأمين الحياة الكريمة وتوفير الأمان للعائلة فلن نوفيه حقه.

ففضل الأب علينا عظيم لأنه هو من رصف لنا طريق الحياة، وبسطها لتكون أسهل علينا، لنمشي فيها، ونحقق كل رغباتنا.

لذلك لا تقتصر الفكرة فقط في تحديد يوم للأب على تهنئة آبائنا وإلقاء التحية عليهم فقط، فالأب عطاء لا ينفد، وحنان دائم رغم قسوة الأيام وصعوبتها.

فكم من آباء أناروا طريق أبنائهم، ووضعوا حكمتهم وخبرتهم بين أيديهم ليستمدوا منها ما يفيدهم في كل ما يواجههم من عثرات الحياة، زينوا دروبهم بالحكمة والأمل وأعطوا من أنفسهم وروحهم من دون حسابٍ أو مقابل.

أشعار في الأب

كتب الشاعر أبو العلاء المعري الكثير من أبيات الشعر المميزة التي عبّر فيها عن فضل الأب في حياة أبنائه وأسرته، فكتب في إحدى قصائده:

وأعط أباك النصف حياً وميتاً
وفضّل عليه من كرامتها الأما
أقلّك خفاً إذا أقلتك مثقلاً
وأرضعت الحولين واحتملت تما

وقد كان الإمام الشافعي واحداً من أبلغ الشعراء الذين إذا كتبوا بلغوا وعبروا أحسن تعبير، ففال:

أطع الإله كما أمر
واملأ فؤادك بالحذر
وأطع أباك فإنه
رباك من عهد الصغر

ومن ضمن أجمل أبيات الشعر عن الأب هي تلك التي كتبها خليل مطران في إحدى قصائده، والذي كان فيها يرثي والده:

ما في الأسى تفتت الكبد
مثل أسى والد على ولد
كم بطل عاش وهو ذو صيد
فرده الثكل غير ذي صيد

بدوره كتب أحمد شوفي في قصيدة له عن الأب:

لا يمنعنكم بر الأبوة أن
يكون صنعكم غير الذي صنعوا
لا يعجبنكم الجاه الذي بلغوا
من الولاية والمال الذي جمعوا

أما إيليا أبو ماضي فكتب عن الأب أيضاً فقال:

أعظم مجدي كان أنك لي أب
وأكبر فخري كان قولك: ذا ابني!

قالوا في الأب

الروائي واسيني الأعرج "إن الأب مثل الروح، عندما تخرج يتهاوى الجسد".

الفيلسوف جان جاك روسو "أب واحد خير من عشرة مربين".

الكاتب سوفوكليس "ليس هناك فرح أعظم من فرح الابن بمجد أبيه، ولا أعظم من فرح الأب بنجاح ابنه".

المسرحي ميناندر "ليس أرق على السمع من كلام الأب يمدح ابنه".

الشاعر غوته "الأب وحده الذي لا يحسد ابنه على موهبته".

رئيسة وزراء الهند السابقة أنديرا غاندي "كان والدي قديساً، كان أقرب شيء إلى قديس يمكن أن تجده في رجل عادي".

الممثلة والمخترعة هيدي لامار "ليس هناك أي رجل يساوي قيمة والدي، فلم أحب أي رجل غيره أبداً".

المسرحي ويليام شكسبير "الأب الحكيم يعرف ابنه".

الروائي غابرييل غارسيا ماركيز "ليت الآباء لا يشيبون ولا يمرضون ولا يحزنون ولا يرحلون".

الكاتب دوستويفسكي "ما الهدف في الحياة أكثر أهمية وتقديساً من الأب؟".

المصدر: الوطن