أصبح امتلاك ملابس جديدة نوعاً من الرفاهية والبذخ للبعض ومن الكماليات لدى آخرين، لتظهر مهنة تدوير الملابس القديمة كإحدى الطرق لجعلها صالحة للاستعمال مرة أخرى وبموديلات جديدة ومقاسات مناسبة
ثقافة انتشرت بشكل واسع بين الأهالي لا سيما محدودي الدخل أو الفلاحين منهم، ضمن محال الخياطة التي باتت تراعي ظروف وأحوال الناسمقابل أجور رمزية ومن دون الحد الأدنى من التعب، حسبما ذكر أحد الخياطين في منطقة الشيخ بدر بمحافظة طرطوس، مؤكداً أن الأجر المقدم تشجيعي ومقبول نظراً إلى الأوضاع الصعبة، مع الاشارة إلى أن لكل قطعة أجرها الذي يحدد حسب ما تحتاجه من إصلاحات أو إعادة تفصيل، وبذلك يتم استقطاب عدد أكبر من الزبائن.
درجت هذه المهنة بين طلاب الجامعة، لا سيما الفتيات منهن أمثال "نسمة" لما تملكه من شغف في الخياطة وتحويل اللباس إلى حقائب أو ستر أو أشياء أخرى، مع إضافة لمسات فنية خاصة بها، من خلال عبارات أو إكسسوارات تضفي على القطع المصنوعة جمالًا من نوع خاص، لتبقى مسألة الترويج لدى منصات التواصل الاجتماعي بزيادة البيع والربح.
إلا أن اعتماد هذه المهنة لدى أمل جاموس البعيدة عن مهنة الخياطة بالأساس كان وليد الحاجة للعمل، لتقرربعد اكتشاف أهميتها في تلبية احتياجات المجتمع المحيط بها ممارستها ومن ثم البحث عن شخص في ضمن المجال للاستفادة منه.
خلال أشهر قليلة ومن خلال اتباعها دورات في صافيتا اتقنت أمل المهنة بسرعة كبيرة، بدافع الحاجة أولاً وقلة الفرص والأجر المتدني ثانياً، فاستطاعت الانطلاق بمشروعها البسيط بعد شرائها ماكينة خياطة مستعملة بالاستدانة من جارتها .
لم تقف المبادرات عند الأفراد فقط، بل بات لمراكز تدريب وتعليم الخياطة دور كبير في انتشار الظاهرة أيضاً، الأمر الذي أكدته مديرة معهد الثقافة الشعبية في طرطوس المهندسة هبة حمدان، من خلال قيام المعهد بتقديم دورات تعليمية وتدريبية في فنون الخياطة والأزياء والكروشيه على مدار العام وبمعدل كل 3 أشهر دورة تدريبية بأسعار رمزية 24ألف لكامل الدورة يخرج منها المتدرب بشهادة تؤهله لممارسة هذه المهنة.
وعن إقبال المتدربين أضافت حمدان "الأعداد كبيرة، ويتم تدريبهم على أيادي حرفيين متخصصين بالخياطة وفنون الأزياء بخبرة كبيرة".
المصدر: صحيفة تشرين