لن تمحى من ذاكرة الأهالي حوادث الصعق والخطف والإرهاب التي تعرض لها عمال وزارة الكهرباء، السقوط من أعالي الأبراج والعواميد الخشبية عند إصلاح الكوابل الهوائية، والتعرض للقذائف الصاروخية أو القنص الذي أدى إلى استشهاد عدد من العمال وإصابة آخرين بجروح.
قدرت خسائر الأرواح بحسب وزارة الكهرباء حوالي 300 شهيد وأكثر من 200 جريح وحوالي 60 مخطوفاً من عمال وموظفي وزارة الكهرباء.
الكهرباء خلال الحرب
وصلت قيمة الأضرار المباشرة لقطاع الكهرباء في الحرب إلى نحو ٤ مليار دولار، إلا ان التيار الكهربائي بقي مستمراً خلال السنوات الماضية، عند حدود تقنين 3 ساعات مقابل 3 ساعات وفي حالات إزدياد الضغط والإستهلاك وصلت إلى 4 قطع ب 2 وصل وأحيانا 5 ب 1.
عانى قطاع الكهرباء في سوريا نقص الوقود المشغل لمحطات توليد الكهرباء إضافة إلى أكثر من 5 آلاف اعتداء على الشبكة الكهربائية التي أدت لتضرر 50٪ من خطوط الضغط العالي ومراكز التحويل المنخفض وبعد كل اعتداء كانت تبدأ ورشات الصيانة بإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية وإصلاح الأضرار فارتفع إنتاج الكهرباء من مايعادل استطاعة 1200ميغا واط عام 2016 إلى نحو 5600 ميغا واط في عام 2017 و 2018.
بعض محطات التوليد استهدفت أكثر من 50 مرة بفعل الإرهاب وفي كل مرة حاولت وزارة الكهرباء الإقلاع بالعمل بعد كل استهداف.
الواقع الكهربائي الحالي
كادت التحديات والصعوبات والظروف الإقتصادية الصعبة التي تواجه المواطن السوري لا تعد ولا تحصى، وتعتبر أزمة إنقطاع التيار الكهربائي واحدة من أبرز المشكلات الخدمية التي تزيد معاناته منذ سنوات حيث أعلنت وزارة الكهرباء في وقت سابق أن تراجع الواقع الكهربائي في الفترة الأخيرة سببه العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على سورية وخاصة على قطاع الطاقة.
أدت ظروف الحرب إلى تراجع كميات الفيول الواردة إلى البلاد واللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء، بالإضافة إلى إزدياد استهلاك المواطنين من الكهرباء بنسبه 90٪.
مشاريع إعادة تأهيل القطاع الكهربائي
أنجزت وزارة الكهرباء والمؤسسات التابعة لها عدداً من المشاريع التي تندرج تحت إطار إعادة إعمار قطاع الكهرباء، أبرزها إصلاح برج قاعي على خط الزارة في حمص، وتأهيل برج كهربائي في درعا وإعادته إلى العمل.
وإعادة تأهيل المجموعات 2_3_4 في محطة توليد حلب الحرارية، كما شهدنا خلال هذا العام إعادة النور إلى ٥٩ بلدة وقرية في محافظة درعا، بتكلفة بلغت حوالي 3،8 مليار ليرة سورية بالإضافة لمشاريع عديدة ساهمت في زيادة التغذية لمختلف المحافظات.